📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:07
💫∫∫ التابعي الربيع بن خثيم ∫∫
《 الـحـلقــ٤ـة و #الأخيرة 》
💎إليكم هاتان القصتان اللتان
يرويهما من صاحب الربيع :
٣٧✺قال أحدهم:(بتُّ عند الربيع
ليلةً،فلمَّا أيْقن أنِّي دخلتُ في النوم,
قام يُصلِّي, فقرأ قوله تعالى:
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ
أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ
سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾[الجاثية21]
٣٨✺فمكثَ ليلته يُصلِّي بها،يبدؤها
ويعيدها، حتى طلع عليه الفجر،
وعَيناه تسُحَّان بالدُّموع سحًّا)
٣٩✺وقال بعض أصحابه:
(خرجنا يومًا لصُحبة عبد الله بن
مسعود،ومعنا الربيعُ بن خثيم،فلمَّا
صرنا على شاطئ الفرات, مررْنا
بأتون كبير قد صُعِّرَت نارهُ، فتطايَر
شررها،وتصاعدَت ألسنةُ لهيبها،
وسُمِعَ زفيرها،وقد ألقي في الأتون
الحجارة,لتَحْترِق حتى تصبحَ كلْسا،
٤٠✺فلمَّا رأى الربيعُ النارَ, توقَّف
في مكانه, وعَرتْهُ رِعدةٌ شديدةٌ،
وتلا قوله تعالى : ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ
مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً
* وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ
دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً﴾[الفرقان:12-13]
٤١✺ثمّ سقط مغشِيًّا عليه، فربطْنا
معه حتى أفاق من خشْيتِهِ، ومِلْنَا
به إلى بيته)
--
💎- ما هو الشيء الذي يلفت
النظر في حياة الربيع ؟
٤٢✺ الشيء الذي لفتُ النظر في
حياة الربيع؛ أنَّه يذكر الموت كلّ
يوم اسْتعدادًا له،
٤٣✺ والمؤمن العاقل لا تغيب
عنه هذه الساعة التي لا بدَّ منها،
وكان عليه الصلاة والسلام إذا
استيقظ كلّ يوم,يقول:(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي,وَرَدَّ عَلَيَّ
رُوحِي, وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ) .
٤٤✺فلمَّا احْتضرَ جعَلَت ابنتهُ تبكي،
فقال لها: (ما يُبْكيكِ يا بنيّتي, وقد
أقبلَ على أبيكِ الخيرُ ؟ ثمَّ أسْلم
روحهُ إلى بارئها) .
٤٥✺أيها الأخوة, يولد الطفلُ وكلّ
من حوله يضحك، إلا هو فيبكي،
وحينما يموت الإنسان كلّ من حوله
يبكي،فإذا كان بطلاً عندها فلْيَضْحكْ
٤٦✺إذا لاح للإنسان شبح الموت،
وارْتعدَت فرائسُه،؛فهذه علامة
خطيرة، أما إذا لاح له شبح الموت،
وقال: مرحبًا بلِقاء الله، فهذه علامة
على أنَّه محِبّ لله، ومستقيم على
أمره، وهذا مقياس المؤمن
والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:07
🌷∫∫التابعي إياس بن معاوية المزني∫∫
《 الــحــلقــــ١ـــة 》
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
💎لمحة عن حياة إياس بن
معاوية المزني :
١❖أيها الأخوة المؤمنون,مع الدرس
الخامس من دروس سير التابعين
رضوان الله تعالى عليهم،و التابعيُّ
اليوم هو إياسُ بن معاوية المزني .
٢❖وردَ اسمُ إياس في بيت شعر
للشاعر أبي تمَّام حينما مدح أحمد
بن المعتصم،والبيت مشهور جدًّا،
قال: إقدامُ عَمْرٍو في سَماحةِ حَاتِمٍ
في حِلمِ أحنَفَ في ذَكاءِ إِيَاسِ
٣❖كان إياس بن معاوية مِن أذكى
العرب،وكان مِن أشدِّهم حِلمًا
الأحنفُ،ومِن أكثرهم سخاءً حاتمُ،
ومن أشدِّهم شجاعة عمرو:
إقدامُ عَمْرٍو في سَماحةِ حَاتِمٍ
في حِلمِ أحنَفَ في ذَكاءِ إِيَاسِ
٤❖وُلِد إياسُ بن معاوية بن قُرِّةَ
المزني سنة(٤٦)للهجرة في منطقة
اليمامة في نجد،وانتقل مع أسرته
إلى البصرة، وبها نشأ وتعلَّم،
٥❖وتردَّد على دمشق في يفاعته،
وأخذ عمن أدركهم من بقاياالصحابة
الكرام وجِلَّة التابعين، ولقد ظهرت
على الغلام المزني علائِمُ النجابة،
وأماراتُ الذكاء منذ نعومة أظفاره.
💎-ما هو الأمر الذي أشغل عمر
بن عبد العزيز,ولماذا دعا والي
العراق ؟
٦❖سيدنا عمرُ بن عبد العزيز بات
ليلةً قلقا مسهَّدا،لم يُغمَض له جفنٌ،
لماذا؟قال:كان يشغله في تلك الليلة
من ليالي دمشق,أمْرُ اختيارِ قاضي
البصرة، -
٧❖والحقيقة: أن الإنسان إذا أوتيَ
مقاليدَ الأمور, فأخطرُ أعماله أن
يختار مساعديه،
٨❖وسيدنا عمر يقول:(أريد أميرا،
إن كان أميرا بدا وكأنَّه واحد من
أصحابه،وإن كان واحدامن أصحابه
بدا وكأنه أميرٌ)
٩❖أي من شدَّة غيرته على مصالح
الأمة, لو كان يكن أميرا بدا وكأنه
ليس بأمير، ومن شدَّة تواضعه لو
كان أميرا بدا وكأنه واحد منهم-
١٠❖يريد هذا الخليفةُ: أن يختار
قاضيًا للبصرة يقيم بين الناس
موازين العدل،ويحكم فيهم بما
أنزل الله،ولاتأخذه في الحق رهبةٌ
ولا رغبة،
١١❖وقع اختيارُه على رجلين
كفرسيْ رِهان؛ فقهًا في الدين،
وصلابةً في الحق،وورعًا في
السلوك ووضاءةً في الفكر،
وثقوبًا في النظر،
١٢❖وكلمَّا وجد لأحدهما مزيَّةً
ترجِّحه على صاحبه, ألفى في
الآخر مزية يقابل بها تلك المزية .
١٣❖فلما أصبح دعا واليَ العراق
[عديَّ بن أرطأة]وكان يومئذٍ عنده
في دمشق، وقال له: يا عديُّ اجمع
بين 《إياسٍ بن معاوية المزني》
《والقاسم بن ربيعة الحارثي،》
وكلمِّهما في أمر قضاء البصرة،وولِّ
أحدهما عليه، فقال: سمعا وطاعة
يا أمير المؤمنين،
١٤❖جمعَ عديُّ بن أرطأة بين إياس
والقاسم، وقال: إن أميرَ المؤمنين
أطال اللهُ بقاءه, أمرني أن أُولِّيَ
أحدكما قضاءَ البصرة،فماذا تريَانِ؟
١٥❖فكان كلٍّ منهما يثني على
صاحبه, ويقول: إنه أولى بهذا
المنصب منه، وذكر من فضله
وعلمه وفقهه ما شاء اللهُ أن
يذكر،
١٦❖فقال عديُّ: لن تخرجا من
مجلسِي هذا, حتى تحسما هذا
الأمرَ، فلا بد من أُولِّيَ أحدَكما،
١٧❖فقال له إياسُ: أيها الأمير,
سَل عني وعن القاسم فَقِيهَي
العـراق الحسنَ البصري ومحمد
بن سيرين، فهما أقدرُ الناس على
التمييز بيننا،كان القاسمُ يزورهما
ويزورانه،وإياسٌ لا تربطه بهما
رابطةٌ،
١٨❖فَعَلِمَ القاسمُ أن إياسًا أراد أن
يورِّطه في هذا المنصب، قال: أيها
الأمير, لا تسل أحدا عني ولا عنه،
أيها الأمير, فو اللهِ الذي لا إله إلا
هو إنَّ إياسًا أفقه مني في دين الله
وأعلم بالقضاء ،
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع