Search This Blog

 


💎من مواقف الحسن البصري :

٤٥❖مِن هذه المواقف البطولية؛ أنه

بعد أن انتقل الخليفةُ الزاهد عمر

بن عبد العزيز إلى جوار ربِّه،وآلت

الخلافةُ إلى [يزيد بن عبد الملك]

ولَّى على العراق《عمر بن هبيرة

الفزاري》ثم زاده بسطةً في

السلطان فأضاف إليه خراسان أيضا


٤٦❖وسار يزيد سيرةً غير سيرة

سلفه العظيم، فكان يرسل إلى عمر

بن هبيرة بكتاب تلوَ الكتاب, يأمره

بإنفاذ ما فيه،ولو كان مجافيا للحقِّ.

أي فيها ظلم ــ


٤٧❖دعا عمرُ بن هبيرة كلاًّ من

الحسن البصري وعامر بن شرحبيل

المعروف بالشعبي، وقال لهما:

إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد

الملك,قد استخلفه اللهُ على عباده،

وأوجب طاعته على الناس، وقد

ولَّاني ما ترون من أمر العراق، ثم

زادني فولاَّني فارسا،


٤٨❖وهو يرسل إليَّ أحيانا كتبا,

يأمرني فيها بإنفاذ ما لا أطمئن

إلى عدالته، فهل تجدان لي في

متابعتي إياه، وإنفاذ أمره مخرجا

في الدين؟ .


٤٩❖فأجاب الشعبي جوابا فيه

ملاطفة للخليفة ومسايرة للوالي.


٥٠❖فالتفت عمر بن هبيرة إلى

الحسن وقال: وما تقول أنت يا

أبا سعيد؟،


٥١❖فقال:يا بن هبيرة, خفِ اللهَ

في يزيد، ولا تخف يزيدَ في الله،

واعلم أنّ الله يمنعك من يزيَد،

وأنّ يزيدَ لا يمنعك من الله.


٥٢❖يابن هبيرة,إنه يوشك أن ينزل

بك ملكُ غليظ شديد،لا يعصي اللهَ

ما أمره،فيزيلُك عن سريرك،وينقلك

من سَعة قصرك إلى ضيق قبرك،

حيث لا تجد هناك يزيد،وإنما تجد

عملك الذي خالفتَ فيه ربَّ يزيد.


٥٣❖يا بن هبيرة, إنك إن تكُ مع

الله تعالى في طاعته,يكفِك ضائقةَ

يزيد في الدنيا والآخرة ، وإنْ تكُ

مع يزيد في معصية الله تعالى,

فإنّ الله يكِلُك إلى يزيد،واعلم يا

بن هبيرة,أنه لا طاعة لمخلوق في

معصية الخالق.


٥٤❖فبكى ابن هبيرة حتى بلَّت

دموعُه لحيته، فأخرج عطاءهم

وفضَّل الحسن بالعطاء،على الشعبي

وبالغ في إعظامه وإكرامه،


٥٥❖فلما خرجا من عنده, توجَّها

إلى المسجد، فاجتمع الناسُ عليهما،

وجعلوا يسألونهما عن خبرَيْهِما مع

أمير العراقين,


٥٦❖فالتفت الشعبي إليهم, وقال:

أيها الناسُ من استطاع منكم أن

يؤثر اللهَ عز وجل على خلقه في

كل مقام فليفعل،


٥٧❖فو الذي نفسي بيده, ما قال

الحسنُ لعمر بن هبيرة: قولا أجهله,

ولكنني أردتُ فيما قلت: وجهَ ابن

هبيرة، وأراد فيما قاله: وجهَ الله،

فأقصاني اللهُ من ابن هبيرة,وأدناه

منه, وحبَّبه إليه


٥٨❖فمَن أرضى الناسَ بسخط الله,

سخِط عنه اللهُ،وأسخطَ عنه الناسَ،

ومَن أرضى اللهَ بسخط الناس,

رضيَ عنه اللهُ،وأرضى عنه الناسَ).


📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي


🍃🌸ـــــــஜ

11:07

 🌷∫∫‏التابعي الحسن البصري ∫∫‏🌷

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog