《 الـحـلقــ٥ــة و #الأخيرة 》
💎مواعظ الحسن البصري :
٥٩❖ومن أقوال الحسن:
(إن مثل الدنيا والآخرة كمثل
المشرق والمغرب، متى ازدَدْتَ
من أحدهما قربا,ازدَدْتَ من
الآخرة بعدا)
٦٠❖وقال له أحدُهم: (صِف لي
هذه الدارَ, قال: ماذا أصف لك من
دارٍ أولها عناء، وآخرها فناء، وفي
حلالها حساب، وفي حرامها عقاب،
مَن استغنى فيها فُتِن، ومَن افتقر
فيها حزن؟) .
٦١❖وسأله آخر أيضا:(ماذا فعلنا
بأنفسنا؟قال:لقد أهزلنا ديننا،وسمَّنا
دنيانا،وأخلقنا أخلاقنا،وجدَّدنا
فرشَنا وثيابنا، يتَّكئُ أحدنا على
شماله، ويأكل من مالٍ غير ماله،
طعامه غصبٌ، وخدمته سُخرة،
يدعو بحلوٍ بعد حامض،وبحارٍّ بعد
بارد،وبرطبٍ بعد يابس، حتى إذا
أخذته القِظَّةُ تجشَّأ من البشم،
٦٢❖ثم قال:يا غلام,هات هضوما
يهضم الطعام، يا أُحَيْمق, واللهِ
لن تهضم إلا دينك،
أين جارُك المحتاج؟
أين يتيمُ قومك الجائع؟
أين مسكينُك الذي ينظر إليك؟
أين ما وصَّاك به اللهُ عزوجل؟
٦٣❖ليتك تعلم أنك عددٌ، وأنه
كلما غابت عنك شمسٌ,نقص شيءٌ
من عددك،ومضى بعضُه معك) .
💎إليكم نبأ وفاة الحسن البصري :
٦٤❖في ليلة الجمعة من غُرَّة
رجب سنة (110هـ), لبَّى الحسنُ
البصري نداءَ ربِّه،
٦٥❖فلما أصبح الناسُ،وشاع الخبرُ
فيهم, ارتجَّت البصرةُ بموته رجًّا،
فغُسِّل وكُفِّن وصُلِّيَ عليه بعد
الجمعة،في الجامع الذي قضى في
رحابِه حياتَه عالما ومعلِّما وداعيا
إلى الله،
٦٦❖ثم تبِع الناسُ جميعا جنازته،
فلم تُقَمْ صلاةُ العصر في ذلك
اليوم بجامع البصرة، لأنه لم يبق
فيها أحدٌ يقيم الصلاة،
٦٧❖وقد قيل: ولا يعلم الناسُ أن
الصلاة عُطِّلت في جامع البصرة
منذ أن بُنِيَ إلى ذلك اليوم، يوم
انتقال الحسن البصري إلى جوارِ
ربِّه .
٦٨❖هذا أحد التابعين،فإذا سمعتم
الحسنَ البصري, فهذا هو الحسن
البصري، طبعا هذه بعضُ قصصه،
وله قصص أخرى .
والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:07
🌷∫∫التابعي القاضي شريح ∫∫🌷
《 الــحــلقــــ١ـــة 》
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
💎عمر بن الخطاب يولي شريح
مرتبة القضاء في الكوفة :
١✺ أيها الأخوة المؤمنون, مع
الدرس الثامن من دروس سير
التابعين رضوان الله تعالى عليهم،
والتابعيُّ اليوم هو القاضي شريح .
٢✺قيل لشريح:(بأي شيء أصبت
هذا العلم,فقال: بمذاكرة العلماء،
آخذ منهم وأعطيهم).
٣✺أيها الأخوة,وقد ورد في الأثر:
(عدل يوم واحد أفضل من عبادة
ستين سنة)فلا شيء يرفع الإنسان
كالعدل،
٤✺ لقد ابتاع أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب رضي الله عنه فرساً
من رجل من الأعراب ،ونقده ثمن
الفرس،ثم امتطى صهوته، ومشى
به، لكنه ما كاد يبتعد بالفرس قليلاً,
حتى ظهر فيه عطب,عاقه عن
مواصلة الجري،
٥✺فانثنى به عائداً من حيث انطلق
وقال للرجل:(خذ فرسك فإنه
معطوب، فقال الرجل: لا آخذه
يا أمير المؤمنين،وقد بعته منك
سليماً صحيحاً،
٦✺فقال عمر: اجعل بيني وبينك
حكماً، قال الرجل: يحكم بيننا
شريح ابن الحارث الكندي،فقال
عمر: رضيت به .
٧✺ احتكم أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب وصاحب الفرس
إلى شريح،
٨✺فلما سمع شريح مقالة الأعرابي
التفت إلى عمر بن الخطاب، وقال:
يا أمير المؤمنين,هل أخذت الفرس
سليماً؟ فقال عمر: نعم،
9✺قال شريح:احتفظ بما اشتريت
يا أمير المؤمنين،أو ردَّ كما أخذت .
نظر عمرُ إلى شريح معجباً!
وقال: وهل القضاء إلا هكذا
سِرْ إلى الكوفة، فقد ولّيتك
قضاءها،لأنه حَكَمَ عليه،وأُعجِب
بهذه النزاهة، وبهذه الجرأة) .
💎-كيف كانت مكانة شريح
بين أبناء قومه,ومتى أسلم, ؟
١٠✺لم يكن شريح بن الحارث يوم
ولاه عمر بن الخطاب القضاء رجلاً
مجهول المقام في المجتمع المدني،
أو امرءاً مغمور المنزلة بين أهل
العلم وأصحاب الرأي من جل
الصحابة، وكبار التابعين،
١١✺فقد كان من أصحاب الفضل
وأهل السابقة يقدِّرون لشريح
فطنته الحادة، وذكاءه الفذّ،وخلقَه
الرفيع، وطول تجربته في الحياة
وعمقها .
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع