Search This Blog

 



٦٤✾وما فتىء الجرَّاح ينشر,

وعروة يكبّر, ويُهلِّل, حتى بُتِرَتْ

الساق بتْرًا، ثمّ أُغْليَت الزَّيتُ في

مغارف الحديد، وغُمِسَت فيه ساق

عروة لإيقاف تدفّق الدِّماء، وحسْم

الجِراح،


٦٥✾وأُغْمِيَ عليه إغماءةً طويلة,

حالَت دون أن يقرأ حصَّته في

كتاب الله، وكان هذا هو اليوم

الوحيد الذي لم يقرأ فيه القرآن,

وكانت المرَّة الوحيدة التي فاتهُ

فيها ذلك الخير .


٦٦✾ولمَّا صحا عروة دعا بقَدَمِهِ

المبتورة فناولوه إيَّاها،فجعلَ يُقبِّلُها

بيَدِهِ, ويقول: أما والذي حملني

عليك يا قدمي في عتمات الليل

إلى المساجد, إنَّه ليعْلمُ أنَّني ما

مشْيتُ إلى حرامٍ قطّ،


٦٧✾ ثمَّ تمثَّل بأبيات لِمَعن بن

أوْس, قال:

لعَمْركُ ما أهويت كفِّي لريبــةٍ 

و ما حملتني نحو فاحشةٍ رجلي

ولا قادني سمعني ولا بصري لها 

ولا دلّني رأيي عليها و لا عقلي

وأعلم أنِّي لمْ تُصِبني مصــيبة 

من الدَّهر إلا قد أصابتْ فتًى قبلي


📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي


🍃🌸ـــــــஜ

11:07

 🌹∫∫‏ التابعي عروة بن الزبير ∫∫‏

《 الــحــلقـــ٦ـــة 》


💎ما هو الهم الذي ألم به الوليد

بن عبد الملك, وكيف تخلص منه ؟


٦٨✾ أيها الأخوة, وقد شقَّ على

الوليد بن عبد الملك ما نزل بِضَيفه

الكبير من النوازل،فقد احْتسَب ابنه،

وفقَدَ ساقهُ في أيَّام معدودات،

فجعل يحتال لِتَعْزيَتِهِ وتصبير

على ما أصابه،


٦٩✾وصادف أن نزلَ بِدَار الخلافة

جماعةٌ من بني عبسٍ فيهم رجلٌ

ضرير، فسأله الوليد عن سبب كفّ

بصره، قال:


٧٠✾(يا أمير المؤمنين,لم يكن في

بني عبْس رجلٌ أوْفَرَ مِنِّي مالاً، ولا

أكثر أهلاً وولدًا -واللهُ إذا أعطى

أدْهش، وإذا أخذ أدْهش-


٧١✾نزلْتُ مع مالي وعِيالي في

بطْن واد من منازل قومي، فطرقنا

سيْلٌ لم نرَ مثلهُ قطّ، فذهبَ السَّيل

بما كان لي من مالٍ وأهل وولدٍ‍‍،ولم

يترك لي غير بعيرٍ واحد, وطفل

صغير حديث الولادة,


٧٢✾وكان البعير صعبًا فندَّ مِنِّي،

فتركْتُ الصَّبيّ على الأرض،ولَحِقْت

بالبعير،فلم أُجاوِز مكاني قليلاً حتى

سمِعْت صَيْحة الطِّفل, فالْتَفَتُّ فإذا

رأسهُ في فمِ ذئْبٍ يأكلهُ،


٧٣✾فبادرتُ إليه غير أنَّني لم

أستطع إنقاذهُ، إذْ كان قد أتى عليه،

ولحِقْت بالبعير فلمَّا دَنَوْت منه,

رماني بِرِجلهِ على وجهي رمْيةً

حطَّمَتْ جبيني، وذهبتْ بِبَصري،

وهكذا وجدْت نفسي في ليلة

واحدة من غير أهل، ولا ولد،ولا

مالٍ، ولا بصر


٧٤✾-والإنسان إذا أصابتْهُ مصيبة,

يتصوَّرِ الأصعب منها فيرْتاح-


٧٥✾فقال الوليد لِحاجِبِه: انْطلق

بهذا الرجل إلى ضَيْفنا عروة بن

الزبير، ولْيقصَّ عليه قصَّته, لِيَعلمَ

أنَّ في الناس من هو أعظمُ منه بلاءً


٧٦✾والقاعدة النبويَّة: اُنْظر في

الدنيا لِمَن هو أدنى منك، وانْظر

في الآخرة لمن هو أرقى منك .


---

💎ما قاله إبراهيم بن محمد بن

طلحة لعروة على ما أصابه :


٧٧✾ الآن حُمِل عروة إلى المدينة،

وأُدخل على أهله، بادرَهم قائلاً:

[لا يهُولنَّكم ما ترَوْن,لقد وهبني

الله عز وجل أربعةً من البنين، ثمَّ

أخذ منهم واحدًا، وأبْقى ليَ ثلاثًة،

فله الحمد والشكر،


٧٨✾وأعطاني أربعة أطراف ثمَّ

أخذ منها واحدًا، وأبقى لي منها

ثلاثة، وَايْمُ الله لئن أخذ الله لي

قليلاً, فقدْ أبقى لي كثيرًا،ولئن

ابتلاني مرَّةً,فلطالما عافاني مرَّات]


٧٩✾هل تسمعون ما قال؟ هكذا

المؤمن-  ولمَّا عرف أهل المدينة

بِوُصول إمامهم وعالمهم عروة بن

الزبير، تسايلوا على بيته لِيُواسوه

ويُعَزُّوه،


٨٠✾فكان مِن أحسنِ ما عُزِّيَ به

كلمةٌ قالها《إبراهيم بن محمّد

بن طلحة》قال له:


٨١✾(أبْشِرْ يا أبا عبد الله, فقد

سبقَكَ عضْوٌ من أعضائك، وولدٌ

من أبنائك إلى الجنَّة،والكلّ يتْبَعُ

البعض إن شاء الله تعالى،

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog