٥٠✾وكان كلّما دخل هذا البستان

يتلو قوله تعالى:﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ

جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا

بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَاأَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً}

[ سورة الكهف الآية: 39]

٥١✾-أنصح أخواننا الكرام:

إذا أعطاك الله شيئًا من الدنيا،

ولو كان شيئًا طفيفًا, فلا تقل:هذا

مِلكي، وحصَّلتُهُ من عرق جبيني،

وهذا نتيجة خِبراتٍ متراكمة، هذا

كلّه كلامُ شرْكٍ، ولكن قل: ما شاء

الله، لا قوَّة إلا بالله- .

📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي

🍃🌸ـــــــஜ

11:07

 🌹∫∫‏ التابعي عروة بن الزبير ∫∫‏

《 الــحــلقــــ٥ـــة 》

💎الامتحان الصعب الذي وقع

به عروة بن الزبير :

٥٢✾أما امتِحان سيّدنا عروَة فقد

كان صعْبًا، فالخليفة دعا عروة بن

الزبير لزيارته في دمشق، فلبَّى

دعوته، وصَحِب معه أكبر بنيه،

٥٣✾ولمَّا قدِم على الخليفة رحَّب

بِمَقْدَمهِ أعظم ترحيب،وأكرم

وِفادته أوفى إكرام، وبالغ في

الحفاوة به،

٥٤✾ثمَّ شاء سبحانه وتعالى أن

يمْتَحِنَهُ، ذلك أنَّ ابن عروة دخل

على إصْطبل الوليد لِيَتَفَرَّج جِياده

الصافِنات، فرَمَحَتْهُ دابَّة رمْحةً

قاضِيَةً,أوْدَتْ بِحَياتِه(ِ-كما أنَّ الآن

هناك حوادث سَير، فكذلك قديمًا

هناك حوادث خيل-)

٥٥✾ولم يكد الأب المفجوع ينفض

يديه من تراب قبر ولده حتى

أصابتْ إحدى قدَمَيْه الآكلة،وأصبح

معه الموات،فتورَّمَتْ ساقُه، وجعل

الورم يشتدّ،ويمْتدّ بِسُرعة مذهلة،

٥٦✾فاسْتدعى الخليفة لِضَيفِهِ

الأطباء من كلّ جهة، وحضَّهم

على معالجته بأيَّة وسيلة،

٥٧✾لكنَّ الأطِبَّاء أجمعوا على أنَّه

لا منْدوحة لِبَتْر ساقهِ،قبل أن يَسْرِيَ

الورَم إلى جسَدِهِ كلّه، ويكون سببًا

في القضاء عليه،ولم يجِد بُدًّا من

الإذعان لذلك

٥٨✾ولمَّا حضر الجرَّاح لِبَتْر الساق

أحضَرَ معه المبضع لِشَقّ اللَّحم

والمناشير لِنَشر العظم،

٥٩✾ قال الطبيب لِعُروة: أرى أن

نسْقيك جرعةً من مُسْكر, لكي

لا تشعر بالآلام، فقال: هيهات ‍!

لا أستعين بِحَرام على ما أرجوهُ

مِن عافِيَةٍ،ما عند الله لا يُنال

بِمَعصيَة الله،

٦٠✾فقال له: إذًا نسقيك مخدِّرًا،

فقال: لا أحبّ أن أُسلبَ عضْوًا من

أعضائي دون أن أشْعرَ بِألمِهِ،

واحْتسب بذلك،

٦١✾ فلمَّا همَّ الجراح بِقَطع الساق

تقدَّم نحو عروة طائفة من الرجال،

فقال: مَن هؤلاء؟ فقال : جيءَ بهم

لِيُمسِكوك، فربَّما اشْتدّ عليك الألم،

فجذبْت قدمَكَ جذْبةً أضرَّتْ بك،

٦٢✾قال: رُدُّوهم لا حاجة لي بهم،

وإنِّي لأرجو أن أكْفيَكم ذلك بالذِّكْر

والتَّسْبيح،

٦٣✾ثمَّ أقبلَ عليه الطبيب، وقطع

اللَّحم بالمِبضَع،ولمَّا بلغَ العظم وضع

عليه المنشار،وطفِقَ ينشرهُ به,

وعروَة يقول: لا إله إلا الله، والله

أكبر،