هي نوع من أنواع العلاجات البديلة (بالإنجليزية: Alternative Medicine) التي يتم إجراؤها عن طريق وضع أكواب على نقاط مختارة من الجلد وخلق ضغط دون الضغط الجوي إما عن طريق الحرارة أو الشفط.
ويعد العلاج بالحجامة (بالإنجليزية: Cupping Therapy) جزءاً من العديد من أنظمة العلاج القديمة مثل الطب الصيني والأوناني و الكوري التقليدي والتبتي والطب الشرقي. كما أن العلاج بالحجامة كان شائعاً في الدول العربية والإسلامية كجزء من الطب النبوي، وقد أوصى به الأطباء العرب والمسلمون مثل ابن سينا والزهراوي وأبو بكر الرازي. وقد انتشرت ممارسة العلاج بالحجامة بعد ذلك إلى أوروبا خلال عصر النهضة.
ما هو أفضل وقت لعمل الحجامة؟
يمكن إجراء الحجامة الجافة في أي وقت.
أما بالنسبة للحجامة الرطبة إن كانت وقائية أو غير طارئة فيفضل إجراؤها خلال أوقات معينة، وهذه الأوقات هي في اليوم السابع عشر أو التاسع عشر أو الحادي والعشرين من الشهر القمري الإسلامي وذلك بحسب وصية النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن إن كانت الحجامة الرطبة بهدف علاج حالة طارئة فإنه يمكن القيام بها في أي وقت.
وتعتمد عدد الجلسات التي يحتاجها المريض على حالته الصحية، فقد يحتاج البعض من جلسة إلى ثلاثة بينما قد يحتاج الآخرون الذين يعانون من أمراض مزمنة إلى المزيد من الجلسات. وينبغي تذكر أن الحجامة لا تستخدم لعلاج الأمراض فحسب بل للوقاية منها أيضاً.
ما هي موانع استخدام العلاج بالحجامة؟
بشكل عام يمنع استخدام الحجامة مباشرة فوق الأوردة أو الشرايين أو الأعصاب أو الغدد الليمفاوية أو الدوالي (بالإنجليزية: Varicose Veins) أو أي التهاب في الجلد أو أي آفة جلدية (بالإنجليزية: Skin Lesion) أو فتحات الجسم أو العيون.
إضافة إلى ذلك فإنه يمنع عمل الحجامة على الجروح المفتوحة وكسور العظام ومواقع جلطات الأوردة العميقة (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis).
كما يمنع منعاً باتاً عمل الحجامة لمرضى السرطان أو المرضى الذين يعانون من أي فشل في الأعضاء (مثل الفشل الكلوي أو فشل الكبد أو فشل القلب)، إضافة إلى المرضى الذين يضعون ناظمات القلب (بالإنجليزية: Pacemaker) أو الذين يعانون من سيولة الدم (الناعور (بالإنجليزية: Hemophilia)) أو الحالات المماثلة لها.
كما أن هناك موانع نسبية لعمل الحجامة وهي العدوى الحادة واستخدام مضادات التخثر والأمراض المزمنة الشديدة (مثل امراض القلب) إضافة إلى حالات الحمل والنفاس والحيض وفقر الدم والحالات الطبية الطارئة.
لا يستخدم العلاج بالحجامة في الأطفال تحت سن ٤ سنوات. أما الأطفال الأكبر سناً فيمكن علاجهم بالحجامة ولكن لفترات قصيرة جداً.
ما هو تأثير الحجامة على الجسم؟
هناك أدلة تشير إلى أن الحجامة يمكن أن تساعد على الراحة والاسترخاء على مستوى أنظمة الجسم وبالتالي فإن الزيادة في إنتاج الأفيون (بالإنجليزية: Opioid) الداخلي في الدماغ تؤدي إلى تحسين التحكم بالألم. إضافة إلى أن الحجامة تقلل الالتهاب وترفع عتبة الألم (بالإنجليزية: Pain Threshold).
واقترح باحثون آخرون أن التأثير الأساسي للعلاج بالحجامة هو تعزيز الدورة الدموية وطرح السموم والنفايات إلى خارج الجسم. ويمكن تحسين ذلك من خلال تحسين الدورة الدموية في الأوعية الدموية الدقيقة وتعزيز إصلاح الخلايا البطانية في الشعيرات وتسريع تكوين الأوعية في منطقة الحجامة وبالتالي فهي تساعد على إعادة الحالة الوظيفية لجسم المريض إلى وضعها الطبيعي.
كما أن الحجامة تعمل على إزالة المواد الضارة من الشعيرات الدموية في الجلد ومن السائل بين الخلايا.
كما يمكن أن تكون الحجامة وسيلة فعالة في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الرجال وبالتالي قد يكون لها دوراً فعالاً في محاربة تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis) وأمراض القلب والأوعية الدموية. ومن المعروف أيضاً أن للحجامة دوراً كبيراً في خفض مستوى الكوليسترول الكلي ونسبة الكوليسترول الضار إلى المفيد (LDL/HDL Ratio).
ويمكن أن يقلل العلاج بالحجامة بشكل ملحوظ من عدد الخلايا اللمفية (بالإنجليزية: Lymphocytes) في الدم الموجود في المنطقة التي تم تحجيمها مع زيادة عدد العدلات (بالإنجليزية: Neutrophils)، وهذه هي إحدى الآليات المضادة للفيروسات والتي تقلل من درجة الألم. وقد وجد أيضاً أن الحجامة تزيد عدد خلايا الدم الحمراء (RBCs).
ونتيجة لفقدان الدم تتوسع الأوعية الدموية في المنطقة التي يتم يتم تحجيمها (بفعل بعض موسعات الأوعية الدموية مثل الأدينوسين والنورأدرينالين والهستامين) ويزداد نشاط الجهاز نظير الودي (بالإنجليزية: Parasympathetic System) وبالتالي تسترخي عضلات جسم المريض مما يفيد المريض، وقد يكون ذلك مرتبطاً أيضاً بآثار ما بعد الحجامة.
وقد يفيد العلاج بالحجامة أيضاً في تصفية السوائل الفائضة والسموم (والتي يعتقد الباحثون أن تراكمها هو السبب الرئيسي لحدوث المرض) وتخفيف الالتصاقات وتجديد الأنسجة الضامة وزيادة تدفق الدم إلى الجلد والعضلات وتحفيز الجهاز العصبي الطرفي وتقليل الألم والتحكم في ارتفاع ضغط الدم وتنظيم جهاز المناعة.
كما لوحظ انخفاض نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري بعد العلاج بالحجامة.
هل تساعد الحجامة على الحمل؟
تم إجراء دراسة سريرية في مستشفى الملك عبد العزيز في الفترة ما بين أيلول ٢٠١٣ وحتى أيار ٢٠١٥ تهدف إلى تقييم فعالية الحجامة الرطبة كعلاج للعقم عند الإناث، وقد ضمت الدراسة ٥٠ إمرأة تتراوح أعمارهن بين ٢٠ إلى ٥٠ عاماً، وكانت مدة العقم لديهن تتراوح ما بين سنة إلى ٢٢ سنة، حيث تم قياس معدلات الحمل بعد الحجامة إضافة إلى الهرمونات التناسلية.
كانت النتيجة أن من بين هؤلاء النساء نجح الحمل لدى ١٢ امرأة (٢٠,٣ بالمئة) من المشاركات بعد العلاج بالحجامة، حيث تم حدوث الحمل بعد جلسة أو جلستين فقط من الحجامة لدى ٧ من هؤلاء النساء.
وقد لوحظ تغيرات كبيرة في مستوى الهرمونات التناسلية قبل وبعد الحجامة.
ومع أن نتائج هذه الدراسة كانت إيجابية، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج.
وفي دراسة لحالة ذكر يعاني من العقم والقذف المبكر وأثر الحجامة الرطبة عليه، كان المريض يبلغ من العمر ٣٢ عاماً ويعاني من العقم منذ ٧ سنوات وقد تم اختبار السائل المنوي للرجل قبل وبعد الدراسة، وأظهر الفحص القبلي أن الرجل يعاني من قلة عدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها إضافة إلى شكلها غير الطبيعي.
تم إخضاع الرجل للعلاج بالحجامة الرطبة في تسع نقاط من العمود الفقري مرتين في الشهر وخضعت زوجته للعلاج بالحجامة مرة واحدة في الشهر. وكانت النتيجة بعد الحجامة زيادة عدد الحيوانات المنوية وتحسين حركتها، إضافة إلى حدوث الحمل عند الزوجة بعد شهرين من العلاج بالحجامة الرطبة.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع