Search This Blog

 



٧٣❖فلما سمع ذلك منه دفع المال

إليه فورا، وطيَّب خاطره، فرجع

الرجل إلى إياس،وقال: لقد أعطاني

صاحبي حقي، وجزاك الله خيرا،


٧٤❖ثم جاء المؤتمَن بعد غدٍ إلى

إياس في موعده، ومعه الحمالون،

فزجره وأشهره، قال له: بئس الرجل

أنت يا عدوَّ الله، لقد اتخذْتَ الدِّين

مطية للدنيا،


٧٥❖أي جعل نفسه صالحا،فلما

عرض عليه القاضي أموالَ الأيتام

الكثيرة،و جاء الخصمُ يطالبه بالمال

فأعطاه المال لكيلا يفضحه عند

القاضي، والقاضي جعلها فخًّا له).


٧٦❖الحقيقة إذا أراد القاضي أن

ينصف الناس بإخلاص شديد، فإنّ

اللهَ عزوجل يلهمه، وهذا مأخوذ من

حديثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ

اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ, قَالَ:


٧٧❖(إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ,وَإِنَّ

الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ, وَإِنَّ الرَّجُلَ

لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا, وَإِنَّ

الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ,وَإِنَّ

الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ, وَإِنَّ الرَّجُلَ

لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)

[أخرجه البخاري في الصحيح]


٧٨❖فإنْ صدق الإنسان في خدمة

الخلق هداه ذلك إلى الطريق

الصحيح، والحقيقة أن القضاء

شيء صعب، إذا لم توجد التقوى،

فقد تلتبس الأمورُ على القاضي،


٧٩❖لكن القاضي يحتاج إلى

فراسة،ويحتاج إلى فطنة،

ويحتاج إلى إلهام من الله

عزوجل،


💎_ إليكم هذه القصة التي

حدثت مع إياس يرويها لنا:

٨٠❖ولكنَّ إياسا على الرغم من

شدَّة ذكائه وفطنته, فهناك من أقام

عليه الحُجَّةَ، وفوق كل ذي علم

عليم .

 

٨١❖حدَّث عن نفسه, فقال:

(ما غلبني أحدٌ قط, سوى رجل

واحد، وذلك أني كنتُ في مجلس

القضاء في البصرة، فدخل عليَِّ

رجل، فشهد عندي أن البستان

الفلاني هو ملكٌ لفلان،وحدَّده لي،


٨٢❖طبعا الشاهد دليل قويٌّ في

القضاء، فجاء الشاهد، وقال:

البستان الفلاني لفلان، فقلتُ

لهذا الشاهد: وكم عددُ شجرات

البستان؟


٨٣❖فأطرق قليلا، ثم رفع رأسه،

وقال: منذ كم يحكم سيدُنا القاضي

في هذا المجلس؟ قال له: منذ كذا

سنة، قال له: كم عددُ خشب سقف

هذه الغرفة ؟


٨٤❖قال: فلم أعرف, وقلتُ:

الحق معك، ثم أجزتُ شهادته)


💎من إكرام الله لإياس :

٨٥❖بلغ إياسُ بن معاوية السادسة

والسبعين من عمره،ورأى نفسَه

وأباه في المنام راكبين على فرسين

فجريا معًا، فلم يسبق أباه، ولم

يسبقه أبوه، وكان والدُه قد مات

عن ستٍّ وسبعين سنة.


٨٦❖وفي ذات ليلة، أوى إياسٌ

إلى فراشه، وقال لأهله: (أتدرون

أيَّةُ ليلة هذه؟ قالوا: كلا، قال: في

هذه الليلة استكمل أبي عمرَه،


٨٧❖والنقطة الأخيرة في الموضوع

أنا الذي أراه أن الله عزوجل حينما

يعلم صدقَ الإنسان في فعل الخير

يمدُّه بالطاقات اللازمة، وإذا علم

صدقه في الدعوة إلى الله يمدُّه

بالطاقات اللازمة، وإذا علم صدقه

في نيل الشهادة العالية لتكون

سلاحا في يد الحق يمدُّه بالطاقات

العالية،


٨٨❖فالطاقة ليست مغلقة بل

مفتوحة، والإنسان كلما اقترب من

الله عز وجل أصبح على مستوى

رفيع من هذه القدرات العقلية


والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين

📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي


🍃🌸ــ

11:07

∫∫‏التابعي عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ∫∫‏

《 الــحــلقــــ١ـــة 》


No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog