Search This Blog

 


بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم

💎ما هو الهم الذي دخل على

عمر بن عبد العزيز بعد أن توفي

سليمان بن عبد الملك؟


١✾أيها الأخوة الكرام، مع الدرس

السادس من دروس سير التابعين

رحمهم الله تعالى، والتابعيُّ اليوم

هو عبد الملك بن عمر بن عبدالعزيز


٢✾ أيها الأخوة الكرام, في هذه

القصة دلالات كثيرة، وتُعدُّ هذه

القصة نموذجا من النماذج التي

يمكن أن تُّعدَّ منهجا للمؤمنين،


٣✾فما كاد التابعيُّ الجليل أمير

المؤمنين عمر بن عبد العزيز ينفض

ترابَ قبر سلفه سليمان بن عبد

الملك أحد خلفاء بني أمية، وقد

توفِّي ودُفن، حتى سمع للأرض

من حولـه رجَّة،فقال: ما هذه؟


٤✾قالوا: هذه مراكبُ الخلافة

يا أمير المؤمنين، هذه مراكب

الخلافة، قد أُعِدَّت لك لتركبها،

فنظر إليها عمرُ بطرف عينيه،وقال

بصوته المتهدِّج الذي نهكه التعبُ،

وأذبله السَّهرُ:مالي ولها نحُّوها عني

بارك الله عليكم وقرِّبوا لي بغلتي،

فإن لي فيها بلاغا،


٥✾ثم إنه ما كاد يستوي على ظهر

البغلة, حتى جاء صاحبُ الشُّرَط

ليمشي بين يديه،ومعه ثُلةٌ من

رجاله, اصطفُّوا عن يمينه وعن

شماله، وفي أيديهم حِرابهم اللاَّمعة،


٦✾فالتفت إليهم، وقال:مالي بك

وبهم حاجة،فما أنا إلا رجل من

المسلمين،أغدو كما يغدون،وأروح

كما يروحون


 ٧✾قال: ثم سار وسار الناسُ معه

حتى دخل المسجدَ، ونودِي للصلاة؛

الصلاة جامعة،الصلاة جامعة،

فتسايل الناسُ على المسجد من

كل ناحية،


٨✾فلما اكتملت جموعُهم,قام فيهم

خطيبا،فحمد اللهَ،وأثنى عليه،

وصلى على نبيه ﷺ ثم قال:


٩✾ أيها الناس إني قد ابتُليتُ بهذا

الأمر،على غير رأيٍ مني،ولا طلب

له،ولا مشورة من المسلمين،وإني

خلعتُ ما في أعناقكم من بيعتي،

فاختاروا لأنفسكم خليفةً ترضونه،

إنما جاء هذا في وصية سليمان بن

عبد الملك .


١٠✾فصاح الناسُ صيحةً واحدة:

قد اخترناك يا أمير المؤمنين،

ورضينا بك،فَلِ أمرَنا باليُمن والبركة

أي تولّ أمرنا باليُمن والبركة،


١١✾فلما رأى أن الأصوات قد هدأت

والقلوب قد اطمأنت، حمد اللهَ كرَّة

أخرى،وأثنى على محمد بن عبدالله

عبده ورسوله ﷺ


١٢✾وطفِق يحضُّ الناسَ على

التقوى ويزهِّدهم في الدنيا

ويرغِّبهم في الآخرة، ويذكِّرهم

بالموت بلهجة تستلين القلوب

القاسية، وتستدرُّ الدموع العاصية،

وتجرح من فؤاد صاحبها،فتستقرُّ

في أفئدة السامعين .


١٣✾ثم رفع صوتَه المتعَب حتى

أسمع الناسَ جميعا،وقال:أيها الناس

من أطاع اللهَ وجبتْ طاعتُه، ومَن

عصى اللهَ فلا طاعة له على أحد

كما قال الصدِيق:أطيعوني ماأطعتُ

الله فيكم،فإن عصيتُ فلا طاعة لي

عليكم،


١٤✾ثم نزل من المنبر، واتَّجه إلى

بيته، وأوى إلى حجرته،فقد كان

يبتغي أن يصيب ساعة من الراحة,

بعد ذلك الجُهد الجهيد الذي كان

فيه منذ وفاة الخليفة


١٥✾الآن انتهينا من سيدنا عمر بن

عبد العزيز،لأن الموضوع ليس عنه،

بل الموضوع عن[ابنه عبد الملك]


١٦✾وشيء رائع جدا، بل شيء لا

يُقدَّر بثمن أن يكون الإنسان عظيما

بدينه،وعلمه،وورعه،وأن يكون ابنُه

على شاكلته، فمِن سعادة المرء أن

يشبه الابنُ أباه .


 ١٧✾الآن دقِّقوا في القصة التالية؛

سيدنا عمر بن عبد العزيز ما كاد

يسلم جنبَه إلى مضجعه حتى أقبل

عليه ابنُه[عبد الملك]وكان يومئذ

يتَّجه نحو السابعة عشرة من عمره،

وقال: ما تريد أن تصنع يا أمير

المؤمنين؟


١٨✾ فقال: أيْ بنيَّ أريد أن أغفُوَ

قليلا، فلم تبقَ في جسدي طاقة،

فقال ابنُه:أتغفو قبل أن تردَّ المظالم

إلى أهلها يا أمير المؤمنين؟


١٩✾فقال: إني قد سهرتُ البارحة

في عمِّك سليمان،وإني إذا حان

الظهرُصليتُ بالناس،ورددتُ المظالم

إلى أهلها إن شاء الله،


٢٠✾قال ابنُه: ومَن لك يا أمير

المؤمنين أن تعيش إلى الظهر؟

قال له: وهل تضمن أن تعيش

إلى الظهر؟


٢١✾ -فألهبت هذه الكلمات عزيمةَ

عمر،وأطارت النومَ من عينيه،

وبعثت القوةَ والعزم في جسده

المتعب- وقال: ادنُ مني يا بني،

فدنا منه,فضمَّه إليه،وقبَّل ما بين

عينيه،وقال:الحمد لله الذي أخرج

من صلبي,من يُعِينُنِي على ديني .


٢٢✾تأثَّر تأثرا لأن ابنه لم يسمح له

أن ينام ساعة، قبل أن يردَّ المظالم

إلى أهلها- ثم قام وأمر أن ينادى

في الناس: ألا من كانت له مظلمة

فليرفعها .


📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي


🍃🌸ـــــــஜ

11:07

∫∫‏التابعي عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ∫∫‏

《 الــحــلقــــ٢ـــة 》


No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog