Search This Blog

 


💎إليكم الحديث عن عبد الملك

بن عبد العزيز :


٢٣✾ الآن بدأنا في القصة الثانية؛

فمَن عبد الملك هذا؟ وما خبرُ هذا

الفتى الذي قال عنه الناسُ:(إنه هو

الذي أدخل أباه في العبادة، وسلكه

مسلك الزهادة)


٢٤✾تعالوا نلمَّ بقصة هذا الفتى

الصالح من أولها،كان لعمر بن عبد

العزيز خمسة عشر ولدا، فيهم ثلاث

بنات،وكانوا جميعا على حظٍّ موفور

من التقى،ومقام كبير من الصلاح،


٢٥✾لكنَّ عبد الملك كان واسطة

العقد،وكوكبة أخوته،فقد كان أديبا،

وكان أريبا ذكيا، له سنُّ الفتيان،

وعقلُ الكهول،


٢٦✾وأروع ما في الشاب عقلُه

الكبير،وأروع ما في الشاب ورعُه،

وأروع ما في الشاب معرفتُه،وأروع

ما في الشاب أدبُه، وأروع ما في

الشاب عفَّته،وأروع ما في الشاب

توبتُه،وأروع ما في الشاب حبُّه لله

عزوجل،


٢٧✾ثم إنه نشأ في طاعة الله عزَّ

وجل منذ نعومة أظفاره،فكان أقربَ

الناس سمتًا إلى آل الخَطَّاب عامة،

وأشبههم بعبد الله بن عمر، خاصة

في تقواه، وتخوُّفه من معاصيه،

وتقرُّبه إليه بالطاعة .


٢٨✾حدَّث ابنُ عمَّه عاصمٌ, فقال:

(وفدتُ على دمشق، فنزلتُ على

ابن عمي عبد الملك، وهو عازِب،

فصلينا العشاء، وأوى كلٌّ منا إلى

فراشه،فقام عبد الملك إلى المصباح

فأطفأه، وأسلم كلٌّ منا جفنيه إلى

الكرى،


٢٩✾ثم إني استيقظتُ في الليل،

فإذا عبد الملك قائم يصلِّي في

العتمة، وهو يقرأ قوله جل وعلا:

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ

جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ*مَا أَغْنَى

عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾

[سورة الشعراء الآية: 205-207]


٣٠✾قال ابنُ عمه عاصم: فراعني

منه أنه كان يردِّد الآيةَ، وينشج

نشيجا مكبوتا, يقطِّع نِياطَ القلوب،

قال: وكان كلما فرغ من الآية عاد

إليها, حتى قلتُ: سيقتله البكاءُ،


٣١✾فلما رأيتُ ذلك, قلتُ: لا إله

إلا الله، والحمد لله، كما يفعله

المستيقظ من النوم، لأقطع عليه

البكاءَ،فلما سمعني سكتَ،فلم أسمع

له حسًّا)،


٣٢✾تتلمذ هذا الفتى العمري على

أكابر علماء عصره، حتى تملَّى من

كتاب الله، وتضلَّع بحديث رسول

الله، وتفقَّه في الدين، فغدا على

حداثة سنِّه, يزاحم الطبقةَ الأولى

من فقهاء أهل الشام في زمانه .


💎إليكم هذا الموقف الذي يشهد

لعبد الملك بن عبد العزيز بالعلم :


٣٣✾ فقد رُوي أن عمر بن عبد

العزيز جمع قرَّاءَ الشام وفقهاءها،

وقال:إني قد دعوتكم لأمر هذه

المظالم التي في أيدي أهل بيتي،

فما ترون فيها؟


٣٤✾فقالوا: يا أمير المؤمنين, إن

ذلك أمر كان في غير ولايتك، ليس

لك علاقة، قضية سابقة، وأن وزرَ

هذه المظالم على من غصبها، فلم

يرتح إلى ما قالوا،


٣٥✾فالتفتَ إليه أحدُهم ممّن كان

يرى غيرَ رأيهم،وقال:يا أميرَ

المؤمنين, ابعث إلى عبد الملك,

فإنه ليس دونَ من دعوتَ علمًا

أو فقها أو عقلا،


٣٦✾أي هؤلاء الذين دعوتهم علماء

وفقهاء،ولكن ابنَك ليس أقلَّ منهم

فقها ولا علما ولا عقلا، فلما دخل

عليه عبدُ الملك,


٣٧✾قال له عمر: ما ترى في هذه

الأموال التي أخذها بنو عمِّنا من

الناس ظلما، وقد حضر أصحابُها,

وجعلوا يطلبونها،وقد عرفنا حقَّهم

فيها؟


No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog