Search This Blog

 


٣٨✾فقال عبد الملك لأبيه:(أرى

أن تردَّها إلى أصحابها ما دمتَ قد

عرفت أمرها, وإنك إن لم تفعل,

كنتَ شريكا للذين أخذوها ظلما),


٣٩✾فانبسطتْ أساريرُ عمر،و

ارتاحت نفسُه، وزال عنه همُّه،


٤٠✾ولقد آثر الفتى العمري

المرابطة على الثغور، والإقامة

في إحدى المدن القريبة منها

على البقاء في بلاد الشام.


📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي


🍃🌸ـــــــஜ

11:07

∫∫‏التابعي عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ∫∫‏

《 الـحـلقــ٣ـة و #الأخيرة 》


💎 الرسالة التي أرسلها عمر لابنه

حينما آثر البقاء على الثغور


٤١✾الآن مشهد جديد في القصة؛

عبد الملك بن عبد العزيز آثر أن

يبقى على الثغور,في قرية على

حدود البلاد،عن أن يبقى في بلاد

الشام،وكان أبوه حريصا على أن

يعلم من أمره ,ولا يغفل عنه


٤٢✾حدَّث ميمونُ بن مهران وزيرُ

عمر بن عبد العزيز وقاضيه

ومستشاره,فقال:(دخلتُ على عمر

بن عبد العزيز،فوجدتُه يكتب📩

رسالة إلى ابنه عبد الملك،يعظُه

فيها،وينصحه،ويحذِّره،ويبشِّره،


٤٣✾وكان مما جاء فيها قولُه:

أما بعد؛فإنّ أحقَّ مَن وَعَى عنِّي

وفَهِم قولي لأنت,وإنّ اللهَ وله

الحمدُ قد أحسن إلينا في صغير

الأمر وكبيره، فاذكُر يا بنيَّ, فضلَ

الله عليك وعلى والديك،وإياك

والكِبر والعظمة، فإنها من عمل

الشيطان،وهو للمؤمنين عدوٌّ مبين،


٤٤✾واعلم أني لم أبعث إليك

بكتابي هذا لأمرٍ بلغني عنك،فما

عرفتُ من أمرك إلا خيرا،غير أنه

بلغني عنك شيءٌ من إعجابك

بنفسك،ولو أن هذا الإعجاب خرج

بك إلى ما أكره,لرأيتَ مني ما تكره


٤٥✾قال ميمونُ:ثم التفت إليَّ عمرُ,

وقال:يا ميمون,إن ابني عبد الملك

قد زُيِّن في عيني،وإني أتَّهم نفسي

في ذلك، وأخاف أن يكون حبِّي له

قد غلب على علمي به،وأدركني ما

يدرك الآباء من العمى عن عيوب

أبناءهم،


٤٦✾قال له:فَسِرْ إليه, واسبِرْ غورَه

وانظُر, هل ترى فيه ما يشبه الكبرَ

والفخر, فإنه غلام حدَثٌ, ولا آمنُ

عليه الشيطان؟


٤٧✾قال ميمون: فشددتُ الرحالَ

إلى عبد الملك,حتى قدمتُ عليه,

فاستأذنتُ ودخلتُ، فإنه غلام في

مقتبل العمر،رَيَّانُ الشباب،بهيُّ

الطَّلعة،جمُّ التواضع،قد جلس على

حاشية بيضاء فوق بساط من شَعر،


٤٨✾فرحَّب بي ثم قال: قد سمعتُ

أبي يذكرك بماأنت أهلٌ له من الخير

وإني لأرجو أن ينفع اللهُ بك،فقلتٌ

له:كيف أجدك؟


٤٩✾فقال:بخير من الله عز وجل و

نعمة،غير أني أخشى أن يكون

غرَّني حسنُ ظن والدي بي،وأنا لم

أبلغ من الفضل كل ما يظنُّ،وإني

لأخاف أن يكون حبُّه لي قد غلبه

على معرفته بي,فأكون آفةً عليه،


٥٠✾فعجبتُ من اتِّفاقهما!ثم قلتُ

له:أعلمني من أين معيشتُك؟قال:

من غلَّة أرض اشتريتها ممن ورثها

عن أبيه،ودفعتُ ثمنها من مالٍ لا

شبهة فيه،فاستغنيتُ بذلك عن

فيء المسلمين,


٥١✾قال:فماطعامُك؟قال:ليلة ًلحمٌ

وليلةً عدسٌ وزيت،وليلة خلٌّ وزيت


٥٢✾قلت له:أما تعجبك نفسُك؟

قال: قد كان فيَّ شيء من ذلك،

فلما وعظني أبي, بصَّرني بحقيقة

نفسي، وصغَّرها عندي، وحطَّ من

قدرها في عيني، فنفعني اللهُ عز

وجل بذلك،فجزاه اللهُ من والدٍ

خيرا،


٥٣✾فقعدتُ ساعة أحدِّثه،وأستمتع

بمنطقه،فلم أرَ فتًى كان أجمل وجهًا

ولا أكمل عقلا،ولا أحسن أدبا منه

على حداثة سنِّه،وقلَّة تجربته،


٥٤✾فلما كان آخرُ النهار أتاه غلامٌ,

فقال:أصلحك اللهُ قد فرغنا،فسكت،

فقلت:ما هذا الذي فرغوا منه؟قال:

الحمام،قلتُ:و كيف؟قال:اخلوه لي،


٥٥✾قلتُ:لقد كنت وقعت من نفسي

موقعا عظيما،حتى سمعت هذا الآن

فذُعِر واسترجع,وقال:وما في ذلك

يا عمُّ - يرحمك الله-؟


٥٦✾قلت:الحمام لك,قال:لا،قلت:

فما دعاك أن تخرج الناسَ منه,كأنك

تريد بذلك أن ترفع نفسك فوقهم،

وأن تجعل لها قدرًا يعلو على

أقدارهم,ثم إنك تؤذي صاحبَ

الحمام في غلَّة يومه،وتُرجع من

أتى حمَّامه خائبا،


٥٧✾قال: أما صاحب الحمام فأنا

أرضيه،وأعطيه غلَّة يومه كلَّها،

قلتُ: هذه نفقة سرف خالطها كِبرٌ،

وما يمنعك أن تدخل الحمام مع

الناس, وأنت كأحدهم؟


٥٨✾قال:يمنعني من ذلك:أن

طائفة من رعاع الناس بغير أُزُر,

فأكره رؤيةَ عوراتهم، وأكره أن

أجبرهم على وضع الأُزر,فيأخذون

ذلك عليَّ,على أنه اقتدارٌ مني

عليهم بسلطان,الذي أسأل الله أن

يخلِّصنا منه كفافا,لا لنا ولاعلينا،

فعِظني رحمك الله عظةً أنتفع بها,

واجعلْ لي مخرجا من هذا الأمر،


٥٩✾قلت:انتظِر حتى يخرج الناسُ

من الحمام ليلا,ويعودوا إلى بيوتهم

ثم أدخله وحدك،قال:لاجرم،لاأدخله

نهارا بعد اليوم،ولولا شدَّة برد هذه

البلاد,ما دخلته أبدا,


٦٠✾وقال:أقسمتُ عليك لتطوِينَّ

هذا الخبرَ عن أبي،إني أكره أن

يظلَّ ساخطا عليَّ،وإني لأخشى

أن يحول الأجل دون الرضا منه.


٦١✾قال ميمون:فأردتُ بعد ذلك

أن أسْبِر عقلَه,فقلت له:إن سألني

أميرُ المؤمنين:هل رأيتَ منه شيئا؟

فهل ترضى ليَ أن أكذب عليه؟


٦٢✾قال:لا،معاذ الله،ولكن قل له:

رأيتُ منه شيئا فوعظتُه,وكبَّرتُه

في عينه,فسارع في الرجوع عنه،

فإن أبي لايسألك عن كشف ما لم

تظهره له،قال:لأن الله عز وجل قد

أعاذه من البحث عما استتر،


٦٣✾قال ميمون:فلم أرَ والدا قط

ولا ولدا مثلهما,يرحمهما اللهُ عز

وجل)


٦٤✾هذا هو عبد الملك بن عمر بن

عبدالعزيز،وإن كانت قصَّةًقصيرةإلا

أن فيها دلالات كثيرة، والعبرة أن

تربَّي ابنَك على طاعة الله،وعلى

التواضع،وعلى خفض الجناح

للمؤمنين


والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمين

🍃📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي


🍃🌸ـــــــஜ

11:07

 🌷∫∫‏التابعي الحسن البصري ∫∫‏🌷

《 الــحــلقــــ١ـــة 》

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog