١٩❖فقال أبو عبد الرحمن:مالي بها
من حاجة،فاحتال بكل طريق
ليقبلها فأبى،وأدلى له بكل حجَّة,
فرفض،فما كان منه إلا أن اغتنم
غفلةً من طاووس،ورمى بالصرة
في كُوَّة,كانت في جدار البيت،
٢٠❖وعاد راجعا إلى الأمير،وقال:
لقد أخذ طاووسُ الصرة أيها الأمير،
فسُرَّ بذلك محمدُ بن يوسف،وسكت
عليه
٢١❖فلما مضت على ذلك أيامٌ عدّة
أرسل اثنين من أعوانه،ومعهما
الرجل الذي حل إليه بالصرة، و
أمرهما أن يقولا له:إن رسول الأمير
قد أخطأ,فدفع إليك المال،وهو
مرسلٌ لغيرك،وقد أتينا لنسترِدَّه
منك،نحمله إلى صاحبه،
٢٢❖فقال طاووس:ماأخذتُ من
مال الأمير شيئا, حتى أردَّه إليك،
فقالا:بل أخذته،فالتفت إلى الرجل
الذي حمل إليه الصرة،وقال له:هل
أخذتُ منك شيئا؟
٢٣❖فأصاب الرجلَ الذُّعرُ،وقال:
كلا،وإنما وضعتُ المال في هذه
الكوة في غفلة منك،فقال طاووس:
دونك الكوة,فانظر فيها،فنظرا في
الكوة,فوجد فيها الصرة كما هي،
فأخذها،وعاد بها إلى الأمير
الخطة
٢٤❖هذه نقطة مهمة جدا، إذا كنتَ
مع الله،ألقى الله عزوجل عليك
الهيبة، في بيتك، في عملك،
📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:07
🌷∫∫ التابعي ذكوان بن كيسان ∫∫
《 الــحــلقـــ٢ــة 》
💎من هم الخلفاء الذين دخل
عليهم ذكوان بن كيسان دعوة
منهم ليسألونه عن أمور الدين ؟
📌1》- الخليفة الحجاج بن
يوسف الثقفي :
٢٥❖حدَّث طاووسُ بن كيسان,
فقال:(بينما أنا في مكة حاجًّا،بعث
إليَّ الحجَّاجُ بن يوسف الثقفي،فلما
دخلتُ عليه,رحَّب بي،وأدنى
مجلسي منه،وطرح إليَّ وسادةً،
ودعاني لأن أتَّكئ عليها،
٢٦❖ثم راح يسألني عما أشكل
عليه من مناسك الحج،وفيما نحن
كذلك,سمع الحجَّاج ملبِّيا يلبِّي
حول البيت،ويرفع صوته بالتلبية،
وله نبرةٌ تهزُّ القلوبَ هزًّا،
٢٧❖فقال الحجاجُ:عليَّ بهذا الملبِّي
عليَّ به،فأوتي له به، فقال له:ممن
الرجل؟ فقال:من المسلمين،فقال:
لم أسألك عن هذا،إنما سألتك عن
البلد،قال:من أهل اليمن،
٢٨❖قال:كيف تركتم أميركم؟ قال:
تركته عظيما جسيما, لبَّاسا ركَّابا،
خرَّاجا ولاَّجا، -أي أكل، وشرب،
وبيت،ومركب،ونزهات، ومداخلات،
وصف فيه إيجاز-
٢٩❖فقال الحجاجُ: ليس عن هذا
سألتك،فقال:عما سألتني إذًا؟ قال:
سألتك عن سيرته فيكم،عن أخلاقه
قال: تركته ظلوما غشوما، مطيعا
للمخلـوق، عاصيًا للخالق،
٣٠❖- فاحمرَّ وجهُ الحجاج خجلا
من جلسائه، وقال: ما حملك على
أن تقول فيه ما قلته، وتعلم أنت
مكانه مني؟ فقال:أتراه بمكانه منك
أعزَّ منك بمكاني مِنَ الله،وأنا وافدٌ
بيته،مصدِّقٌ نبيَّه،قاضي دينه،أكذب
على الله في بيته؟ .
٣١❖فسكت الحجاج ولم يُحِرجوابا
قال طاووس: ثم ما لبث الرجل أن
قام وانصرف, مِن غير أن يستأذن،
أو أن يؤذن له،
٣٢❖فقلت في إِثره في نفسي:إن
هذا الرجل صالح،فأتبعه وأظفر به
قبل أن تغيِّبه عن عينيك جموعُ
الناس،
٣٣❖فتبعته فوجدته قد أتى البيتَ
وتعلَّق بأستاره، ووضع خدَّه على
جداره،وجعل يقول:اللهم بك أعوذ،
وبجنابك ألوذ،
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع