٦٨✾وفي كل كلمة قالها أبو حازم,
حكمةٌ ما بعدها حكمة، وهذا العلم
هو الذي ينفع الإنسان في الدنيا
وفي الآخرة .
والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:07
🌷∫∫ التابعي ذكوان بن كيسان ∫∫
《 الــحــلقــــ١ـــة 》
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
💎ماذا تعلم ذكوان بن كيسان
من المدرسة المحمدية ؟
١❖أيها الأخوة المؤمنون،مع الدرس
السابع عشر من سير التابعين
رضوانُ الله تعالى عليهم أجمعين،
وتابعيُّ اليوم: ذكوان بن كيسان،
٢❖يقول عمرُو بن دينار:(ما رأيتُ
أحدا قط مثلَ طاووس بن كيسان)
٣❖هذا التابعي الجليل علَّمته
المدرسةُ المحمَّدية أن الدين هو
النصيحة،
٤❖وفي تعريف جامع مانعٍ للنبيِّ
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
(الدِّينُ النَّصِيحَةُ,قُلْنَا:لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ
وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ
وَعَامَّتِهِمْ)أخرجه مسلم في الصحيح
٥❖فقد علَّمته المدرسةُ المحمدية
أن الدين النصيحةلمن؟لله ولرسوله
لإقامة كتابه،وتطبيق كتابه،وتطبيق
سنة رسوله،وأن تنصح أئمة
المسلمين وعامتهم،وهدَته التجربةُ
إلى أن الصلاح كلَّه يبدأ عند وليِّ
الأمر، وينتهي عنده،
٦❖لأن صنفين من الناس إذا صلحا
صلح الناسُ،وإذا فسدا فسد الناس؛
الأمراء والعلماء،العلماء يعلِّمون،
والأمراء ينفِّذون،إن صلح هذان
الصنفان,صلح المجتمع كلُّه، وإن
فسد هذان الصنفان,فسد المجتمع
كلُّه
💎أين ولد ذكوان بن كيسان,
ولماذا لقب بالطاووس,ومن كان
والي اليمن آنذاك ؟
٧❖اسمُ هذا التابعي:ذكوانُ بن
كيسان،الملقَّب بطاووس، الطاووس
طائر معروف، حسن الشكل، طويل
العنق، جميل القنبرة، وقد سمِّي به
كثير من العلماء،خُلع عليه,لأنه كان
طاووسَ الفقهاء، والمقدَّم عليهم
في عصره، أي سيد الفقهاء، من؟
ذكوان بن كيسان،الملقب بطاووس
٨❖هذا التابعي الجليل من أهل
اليمن،وكان والي اليمن محمد بن
يوسف الثقفي، أخو الحجاج بن
يوسف،عيَّنه الحجاجُ واليًا على
اليمن,
٩❖وكان محمد بن يوسف يُجمع
في ذاته كثيرا من سيئات أخيه
الحجاج،ولكنه ماكان يتحلَّى بشيء
من حسناته،
💎انظر إلى ورع هذا التابعي :
١٠❖مرة دخل عليه طاووس في
أيام الشتاء الباردة،ومعه وهبُ بن
منبِّه، فلما أخذا مجلسيهما عنده,
طفق طاووسُ يعظه،ويرغِّبه،
ويرهِّبه،والناسُ جلوسٌ بين يديه،
١١❖فقال الوالي لأحدِ حُجَّابه:
(يا غلام,أحضِر طيلسانًا،وألقِه على
كتفي أبي عبدالرحمن،فعمدالحاجبُ
إلى طيلسانٍ ثمين،وألقاه على
كتفي طاووس،
١٢❖لكنَّ طاووس ظلَّ متدفِّقًا في
موعظته،وجعل يحرِّك كتفيه في
تُؤدة,حتى ألقى الطيلسانَ عن
عاتقه،حركتان أو ثلاث، دفع
الطيلسان إلى خلف ظهره،
١٣❖وهبَّ واقفا وانصرف، -أي ما
قبِل هذا العطاء- فغضب محمدّ بن
يوسف غضبا, ظهر في احمرار
عينيـــه، واحتقان وجهه، فلما صار
طاووس وصاحبه خارج المجلس،
١٤❖قال وهبٌ لطاووس:واللهِ لقد
كنا في غنًى عن إثارة غضبه علينا،
فماذ اكان يضيرُك لو أخذتَ
الطيلسان, ثم بِعته، وتصدَّقت
بثمنـه على الفقراء والمساكين؟
١٥❖فقال طاووس:هو ما تقول:
أن آخذه،وأن أبيعه، وأن أتصدَّق
بثمنه على الفقراء والمساكين، قال:
نعم،قال:فإذا قال الناسُ أو العلماء
من بعدي:نأخذ كما أخذ طاووس،
صرتُ قدوةً لهم- ثم لا يصنعون
فيما أخذوه ما تقول)
💎فخ نصب لذكوان بن كيسان
ونجا منه بإذن الله :
١٦❖لكن محمد بن يوسف الثقفي
أراد أن يردَّ لطاووس الحجرَ من
حيث جاء،ولكن بذكاء وبحنكة،
نصبَ له شَركا من شراكـه، حيث
أعدَّ صُرَّةً فيها سبعمائة دينار،
١٧❖واختار رجلا حاذقا من رجال
حاشيته،وقال له:(امضِ بهذه الصرة
إلى طاووس بن كيسان،واحتلْ
عليه في أخْذِها،فإن أخذَها منك,
أجزلتُ عطيَّتك،وكسوتك،وقرَّبتك،
١٨❖فخرج الرجلُ بالصرة,حتى
أتى طاووسا في قرية,كان يقيم
بها بالقرب من صنعاء،يقال لها:
الجَنَد، فلما صار عنده حيَّاه وآنسه،
وقال له:ياأبا عبد الرحمن,هذه نفقة
بعث بها الأمير إليك،
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع