_________

📚 مستمدة من برنامج

أئمة الهدى ومصابيح الدجى

للشيخ الجليل محمد حسان

•┈┈• ❀ 🍃🌸🍃 ❀ •┈┈•

11:07

•┈┈• ❀ 🍃🌸🍃 ❀ •┈┈•

﷽ {وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ*أُوْلَـٰٓىِٕكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ

فِى جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ}

🎐الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز🎐

▫️عاشرا واخيرا:وفاة عمر بن عبد العزيز

🔸143-ويشاء الله جل وعلا بعد

هذا الوقت القليل القصير، الكبير

العظيم! أن ينام عملاقنا على فراش

الموت،

🔸144ويدخل عليه ابن عمه مسلمة

بن الوليد بن عبد الملك ويقول:

يا أمير المؤمنين! ألا توصي لأولادك

بشيء، فلقد أفقرتهم وهم كثير⁉️

🔸145-فقال عمر : وهل أملك

شيئاً لأوصي لهم به⁉️ أم تريد مني

يا مسلمة أن أعطيهم من مال المسلمين

🔸146-والله لا أعطيهم حق أحد

من المسلمين أبداً! فإن عيالي بين

حالين:

🔸147-إما أن يكونوا صالحين

فالله يتولى الصالحين،

وإما أن يكونوا غير صالحين فوالله

لا أدع لهم ما يستعينون به على

معصية الله عز وجل!

🔸148-أي فلسفة هذه⁉️

إما أن يكونوا صالحين فالله يتولاهم 

{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ

ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّه

َوَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً }[النساء:9]

🔸149-إما أن يكونوا صالحين

فالله يتولى الصالحين، وإما أن يكونوا

غير صالحين فوالله لا أدع لهم شيئا

ًيستعينون به على معصية الله عز

وجل.

🔸150-ثم قال: أدخلوهم علي،

فدخل أولاده وأحاطوا بسريره

وعلى رأسهم الأم التقية النقية

الوفية الصابرة فاطمة بنت عبد

الملك رحمها الله وطيب الله ثراها،

🔸151-ونظر إليهم عمر نظرة حانية،

نظرة مبتسمة،وقال لهم كلاماً يفتت

الصخور،ويذيب الحجارة❗️في كلام

موجز قليل،

🔸152نظر إلى أبنائه وقال:

يا بني❗️إن أباكم قد خير بين أمرين:

بين أن تفتقروا ويدخل الجنة،

وبين أن تستغنوا ويدخل النار،

وقد اختار أبوكم الجنة،انصرفوا.

فانصرف الأولاد وانصرفت أمهم،

🔸153-وفي وقت انصرافهم كانت

بعثة الشرف من الملائكة في انتظار

 عمر ،فلقد أقبل ملك الموت ليعالج

هذه الروح الطيبة الطاهرة النقية،

🔸154-وأقبل ملك الموت وعمر

بن عبد العزيز يردد قول الله عز وجل: 

{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُون

َعُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَة

ُ لِلْمُتَّقِينَ } [القصص:83].

🔸155-وهكذا مالت رأسه التي

لم تمل أبداً عن حق من حقوق الله،

وأغمضت عيناه التي لم تغمض أبداً

عن حق من حقوق الله، وآب البطل

إلى داره، وعاد البطل إلى رحابه،

🔸156-وعاد البطل إلى ما أراد

الله عز وجل له، مع الذين أنعم الله

عليهم من النبيين والصديقين والشهداء

والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

🔸157-رحم الله ابن عبد العزيز 

وجزاه الله عنا وعن الإسلام

والمسلمين خير ما جزى صالحاً

أو مصلحاً.

🔸158-تلك قدوتنا،وذلكم هو بطلنا،

وذلكم هو رائدنا، نسأل الله جل وعلا

أن يمن على الأمة بالقائد الرباني الذي

يقودها ويسير بها على السواء كما

فعل عمر بن عمربن عبد العزيز:

🔸159-اللهم صل وسلم وزد وبارك

على أستاذ البشرية ومعلم الإنسانية

محمد صلى الله عليه وسلم.

🔸160-هذا وما كان من توفيق

فمن الله وحده،وما كان من خطأ أو

سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن

الشيطان، والله ورسوله منه براء

وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه

🌱وصلى الله وسلم على نبينا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين.

____________

📚 مستمدة من برنامج

أئمة الهدى ومصابيح الدجى

للشيخ الجليل محمد حسان

•┈┈• ❀ 🍃🌸🍃 ❀ •┈┈•

11:07

 ∫∫‏ التابعي عطاء بن أبي رباح ∫∫‏

《 الــحــلقــــ١ـــة 》

💎اولا: من هو التابعي الجليل

الذي كان يستفتيه سليمان بن

عبد الملك في مناسك الحج؟:

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم

-الحمد لله رب العالمين,والصلاة

والسلام على سيدنا محمد الصادق

الوعد الأمين,اللهم لا علم لنا إلا ما

علمتنا إنك أنت العليم الحكيم,

-اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما

علمتنا,وزدنا علماً,وأرنا الحق حقاً,

وارزقنا اتباعه,وأرنا الباطل باطلاً,

وارزقنا اجتنابه,

-واجعلنا ممن يستمعون القول

فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك

في عبادك الصالحين,

وأخرجنا من ظلمات الجهل والوهم

إلى أنوار المعرفة والعلم،ومن

وحول الشهوات إلى جنات القربات

١❖عطاء بن أبي رباح هذا التابعِيّ

الجليل كان مُعاصِرًا لِلخليفة الأمَوِيّ

سُلَيمان بن عبد الملك، الذي يقول عنه المؤرِّخون:إنّهُ خليفة المسلمين

وأعْظمُ مُلوك الأرض .

٢❖ سُليمان بن عبد الملِك يُؤدِّي

فريضة الحجّ، وهو في بيت الله

الحرام,حاسِرَ الرأس،حافِيَ القدَمَيْن

ليس عليه إلا إزارُهُ، ورداء، شأنُهُ

كَشَأن أيّ حاجٍّ من المسلمين،

٣❖ومن خلْفِهِ ولداهُ،وهما غلامان

كَطَلْعَة البدْر بهاءً، وكأكْمام الورْد

نظارةً وطيبًا،

٤❖وما إن انتهى خليفة المسلمين،

من الطَّواف حول البيت العتيق،

حتى مالَ على رجلٍ من خاصَّتِهِ،

وقال:(أيْن صاحبكم؟

٥❖فقال: إنَّهُ هناك قائمٌ يُصَلِّي،

فاتَّجَهَ الخليفة، ومن ورائهِ ولداهُ

إلى حيثُ أُشير إليه، وهمَّ رِجال

الحاشِيَة أنْ يتْبعوا الخليفةَ

لِيَفْتحوا له الطريق، ويدْفَعُوا عنه

أذى الزِّحام، فثنّاهم،

٦❖وقال:هذا مقامٌ يسْتوي فيه

الملوك والسُّوقَةُ,يسْتوي فيه

الحاكمُ والمحكوم، والقويّ

والضعيف،والفقير والغنيّ .

 

٧❖ثمَّ مضى هذا الخليفة نحو

هذا الرجل، فوجدَهُ لا يزال في

صلاته،غارقًا في ركوعِهِ وسُجودهِ،

والناس جُلوسٌ وراءهُ، وعن يمينه

وشمالهِ،فجلسَ الخليفة حيث

انتهى به المجلس، وجلس معه

ولداهُ،

 

٨❖وطفِقَ الفتيان القرشِيَّان

يتأمَّلان ذلك الرجل الذي قصَدَهُ

أمير المؤمنين،وجلسَ مع عامَّة

الناس ينتظرُ فراغهُ من صلاتهِ,

٩❖مَن هو هذا الرَّجل؟ قال: فإذا

به شَيْخٌ حبَشِيّ،أسْوَدُ البشَرَة،مُفَلْفَلُ

الشَّعْر، أفْطَسُ الأنف، إذا جلسَ بدا

كالغُراب الأسْوَد,

١٠❖ولمَّا انتهى الرجل من صلاته

مال بِشِقِّه على الجِهَةِ التي فيها

الخليفة، فحيَّاهُ سليمان بن عبد

الملِك، فرَدَّ التَّحِيَّة بِمِثلها،

١١❖وهنا أقْبَلَ عليه الخليفة،وجعلَ

يسْألهُ عن مناسِك الحجّ,مَنْسَكًا

منْسكًا،وهو يفيضُ بالإجابة عن كلّ

مسْألة،ويُفصِّلُ القَوْل فيها تفْصيلاً،

لا يدَعُ سبيلاً لِمُسْتزيد،ويُسْنِدُ كلَّ

قَوْلٍ يقولهُ إلى رسول الله

١٢❖ولمّا انتهى الخليفة من

مُساءلَتِهِ جزَّاهُ خَيْرًا؛ أيْ قال له:

جزاكَ الله خَيْرًا، وقال لِوَلدَيْه:قومَا

فَقامَا،وقام الثلاثة نحوَ المسْعى

١٣❖ وفيما هم في طريقهم إلى

المسْعى بين الصَّفا والمروَة سمِعَ

الفتَيان من يقول:يا معْشَرَالمسْلمين

لا يُفْتِي الناسَ في هذا المقام إلا

عطاء بن أبي رباح،فإن لمْ يوجَد

فَعَبْدُ الله بن أبي نجِيح،

١٤❖ فالْتَفَتَ أحدُ الغلامَيْن إلى

أبيهِ، وقال: كيف يأْمُر عامِلُ أمير

المؤمنين الناس بِأَن لا يسْتفْتُوا

أحدًا إلا عطاء بن أبي رباح

وصاحِبِهِ،ثمَّ جئنَا نحن نسْتفتي

هذا الرجل الذي لم يأْبَه للخليفة،

ولمْ يُوَفِّهِ حقَّهُ من التَّعظيم؟‍ .

١٥❖الآن اسْتمعوا ما قاله سليمان-

فقال سليمان لِوَلدِهِ:هذا الذي رأيْتَهُ

يا بنيّ،ورأيْتَ ذُلَّنا بين يدَيْه هو

عَطاء بن أبي رباح

١٦❖ثمَّ أرْدَفَ يقول: يا بنيّ، تَعَلّم

العِلْم، فَبِالعِلْم يشْرُفُ الوضيع،وينْبُهُ

الخامِل ،ويَعْلو الأرِقَّاء على مراتب

المُلوك) .