__

١٧❖ولذلك حينما قِيل: رُتْبةُ العِلْم

أعلى الرُّتَب، ليس في هذا مُبالغة

إطلاقًا، فرُتْبةُ العِلْم أعلى الرُّتَب،

١٨❖تعلَّموا العِلم، فإنْ كنتُم سادةً

فُقْتُم،أيْ تَفَوَّقْتُم، وإن كنتم وسطًا

سُدْتُم،أيْ أصبحْتُم سادةً،وإن كنتم

سُوقةً عِشْتُم، أيْ عِشْتُم بالعلم

📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي

🍃🌸ـــــــஜ

11:07

 ∫∫‏ التابعي عطاء بن أبي رباح ∫∫‏

《 الــحــلقــــ٢ـــة 》

💎- كيف كان وضع عطاء

الاجتماعي وكيف قسم وقته:

١٩❖قال:(كان عطاء بن أبي رباح

عَبْدًا ممْلوكًا لامرأةٍ من أهل مكّة،

٢٠❖ وهذه حكمة فقد تكون أنت

في أدْنى سلّم المجتمع،في الطبقة

الدنيا، لا يعرفك أحد،فإذا تعلَّمْتَ

العِلْم،وصَلْتَ إلى العَلْياء

٢١-❖- كان عطاء بن رباح عبْدًا

ممْلوكًا لامرأةٍ من أهْل مكَّة، غير

أنَّ الله أكْرمَ الغُلام الحبشيّ بِأَنْ

وضَعَ قدَمَيْه مُنْذ نُعومة أظفارهِ

في طريق العِلْم، -

٢٢❖كان عبد حبَشِيّ مملوك لامرأة

من قريش ،أسْودُ البشَرة ،مُفَلْفَلُ

الشَّعر أفْطسُ الأنف،إذا جلسَ بدا

كالغُراب الأسْود,

٢٣❖هذا العَبْدُ الأسْود الممْلوك

لامرأة من قريش، قسَّمَ وقْتَهُ

ثلاثة أقْسام،

 

٢٤❖جعَلَ قِسْمًا من وقْتِهِ لِسَيِّدَتِهِ،

يخْدمها أحسنَ ما تكون الخدمة،

ويؤدِّي لها حُقوقها عليه أكْمَلَ ما

تؤدَّى الحقوق،

٢٥❖وجَعَلَ قِسْمًا من وقْتِهِ لِرَبِّه،

يفْرُغُ فيه لِعِبادتِهِ،أصْفى ما تكون

العبادة، وأخلصَها لله عز وجل،

٢٦❖وجعلَ قِسْمًا ثالثًا لِطَلب العلم،

حيث أقْبلَ على منْ بقِيَ حيًّا من

أصْحاب رسول الله، وطفِقَ ينْهَلُ

من مناهلِهم الثَّريّة الصافيَة،

٢٧❖فأخذ عن كبار الصحابة كأبي

هريرة،وعبد الله بن عمر،وعبد الله

بن عباس، وعبد الله بن الزبير،

وغيرهم رِضْوان الله تعالى عنهم،

حتى امتلأَ صدره علمًا وفقْهًاوروايةً

عن رسول الله ﷺ

٢٨❖ ولمَّا رأتْ السيّدة المكية أنّ

غلامها قد باعَ نفسهُ لله، ووقفَ

حياتهُ على طلب العلم، تخلَّتْ عن

حقِّها فيه، وأعْتَقَتْ رقبَتَهُ تقَرُّبًا لله

عز وجل )

٢٩❖الحقيقة أيّها الأخوة،إنَّهُ من

طلبَ العِلْم تكفَّلَ الله له بِرِزْقِهِ،

وهذه الحقيقة جعلَتْ من أبي

حنيفة أبَا حنيفة العالم الكبير,

٣٠❖أنا لا أقول لكم:إنَّك إذا طلبْتَ

العِلْم تجِدُ المال تحت الوِسادة,

ولكنَّ الله عز وجل يُيَسِّر لك عملاً

وقْتُهُ معقول،ودخْلهُ معقول،ويسْمحُ

لك هذا العمل أن تطلب العلم،

ويستحيل أن تطلب العلم،ويجعلك

الله تحت عملٍ يمتصّ كلّ وقتك,

فمن طلبَ العِلْم تكفَّلَ الله له بِرِزْقِهِ،

 

٣١❖قال رسول الله ﷺ :(وَمَنْ

سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ

اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)

[أخرجه البخاري في الصحيح]

 

٣٢❖وقال أيضا:(إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ

أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا

يَطْلُبُ)[أخرجه الدارمي في سننه]

٣٣❖ وحينما أعْتَقَتْهُ سيّدتَهُ اتّخذ

عطاءٌ من بيت الله الحرام مُقامًا له،

فجعلَهُ دارهُ التي يأْوي إليها،

ومدرستَهُ التي يتعلَّمُ فيها، ومُصلاّهُ

الذي يتقرَّب إلى الله تعالى فيه،

 

٣٤❖حتى قال بعض المؤرِّخين:

كان المسجد الحرام فِراشَ عطاءِ

بن أبي رباح نحْوًا من عشرين عامًا,

٣٥❖أنتَ انظُر أيَّ مكانٍ ترتاح فيه؟

المؤمن في المسجد كالسَّمَك في

الماء، والمنافق في المسجد

كالعصفور في القفص, أين ترتاح؟ .

٣٦❖وقد بلغَ هذا التابعيّ الجليل

منْزلةً من العِلْم فاقَتْ كلَّ تَقْدير،

وسمَا إلى منزلةٍ لمْ يَنَلْها إلا نفرٌ

قليل،

٣٧❖فقد رُوِيَ أنَّ عبْد الله بن عمر

رضي الله عنهما أمَّ مكَّة معْتَمِرًا،

فأَقْبَلَ الناس عليه يسألونهُ

ويسْتفْتونَهُ،

٣٨❖ فقال:(إنِّي لأعْجبُ لكم يا أهْل

مكَّةَ،أتَجْتمِعون عليّ لِتَسْألوني عن

أسئلةٍ كثيرة،وفيكم عطاء بن أبي

رباح؟)

٣٩❖ صحابيّ يرى أنَّ عطاء بن

أبي رباح أشدُّ علْمًا منه .

٤٠❖وصَلَ هذا التابعيّ الجليل إلى

ما وصَلَ إليه مِن عُلُوّ في مقامه،

ومن رُتبةٍ عاليَةٍفي علْمِه بِخَصْلَتَيْن

اثْنَتَيْن؛