إليه ما كتبت به، ونحن منصرفون
عنك إن شاء الله)
💎 ما هي النكبة التي وقع فيها
محمد بن الحنفية, وكيف تخلص
منها,ومتى بايع عبد الملك بن
مروان بيعة الخلافة ؟
٥٩❖ انْصرف محمّد بن الحنفيّة
برِجاله وأهله عن بلاد الشام، وطفق
كلَّما نزلَ بِمَنزلٍ يُزْعج عنه، ويُدعى
إلى الرحيل عنه،وكأنَّه لم تكْفهِ
همومه كلّها، فشاء الله أن يختبرهُ
بِهُموم أخرى,أشدّ وقْعًا،وأثْقلَ وطأةً
٦٠❖ في الحقيقة أنا اخترت هذه
القصّة بهذه الصفحة فقط،لأنَّ هذه
الصَّفحة أعلِّق آمالاً كبيرة،الآمال أن
نقف عند الكتاب والسنَّة,وألاّ نزيد
شيئًا .
٦١❖ ذلك لأنّ جماعةً من أتباعه
مِمَّن في قلوبهم مرض، وآخرون
مِمَّن في عقولهم غفلة, جعلوا
يقولون:(إنَّ رسول الله أوْدع صدْر
عليّ وآله كثيرًا من أسرار العلم
وقواعد الدِّين, وكنوز الشريعة،
وإنَّه خصَّ آل البيت بما لمْ يُطلع
غيرهم عليه،
٦٢❖فأدرك الرجل العامل العالم
الأريب ما يحمله هذا الكلام في
طيَّاته من انحراف، وما يمكن أن
يجرَّه على الإسلام والمسلمين من
مخاطر وأضرار
٦٣❖فجَمَعَ الناس وقام فيهم
خطيبًا حمد الله،وأثنى عليه،وصلى
على نبيّه محمد صلوات الله,
وسلامه عليه،
٦٤❖ثمَّ قال:يزْعم بعض الناس أنَّ
عندنا معشر آل البيت علْمًا خصَّنا
به رسول الله،ولمْ يُطْلع عليه أحدًا
غيرنا،وإنَّا والله ما ورِثْنا من رسول
الله إلا ما بين هذين اللَّوْحين،وأشار
إلى المصحف,
٦٥❖كان أمامه مصحف فيه دفَّتين,
وإنَّ من زعمَ أنَّ عندنا شيئًا نقرؤُهُ
إلا كتاب الله؛فقد كذب )
📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:08
🌷∫∫ التابعي محمد بن الحنفية
بن الإمام علي كرم الله وجهه ∫∫
《 الــحـلقــ٤ــة و #الأخيرة 》
٦٦❖إذا كنت صادقًا وأمينًا على
دين الله,لا تسْمح ببِدْعةٍ تُقال على
لِسانك،ولا توصَفُ بها أنت، دائمًا
بيِّن الحقيقة، إذا كنت مخلصًا،
٦٧❖لكنَّ أناسًا كثيرون يُحاطون
بِهالةٍ كبيرة، ويعرفون أنَّها غير
صحيحة ويسكتون,لماذا يسكتون؟
لأنَّهم يرتفعون بها, لكنّ إخلاصك
لله, ينبغي أن يكون أقوى .
٦٨❖لكنَّ أتباعهُ بدؤوا يُسلِّمون
عليه ويقولون: (السلام عليك يا
مهديّ, فيقول: نعم، أنا مهديّ إلى
الخير، وأنتم مهديُّون إليّ إن شاء
الله تعالى،ولكن إذا سلَّم عليّ
أحدكم فلْيُسمِّني باسْمي، وليقُلْ:
السلام عليك يا محمَّد)
٦٩❖ما قبِلَ أن يكون المهْدي،
وما قبِلَ أن يكون قد خُصّ بِعِلْم لم
يُخصَّ به بقيَّة أصحاب رسول الله,
وهذا هو الإخلاص،
٧٠❖فإيَّاك أن تقبلَ بِدْعةً أو مبالغةً
إيَّاك أن تقبلَ تعظيمًا يرفعُك فوق
قدْرك، أو تقبلَ قداسةً لا تستحقّها،
عندئذٍ تكون قد اشتريْت بالدِّين
الدنيا .
٧١❖لمْ تطلْ حَيْرةُ محمَّد بن
الحنفيَّة في المكان الذي يستقرّ
فيه هو ومن معه، فقد شاء الله عز
وجل أن يقضِيَ الحجّاج بن يوسف
الثَّقفي على عبد الله بن الزبير، وأن
يُبايِعَ الناس جميعًا لعبد الملك بن
مروان،
٧٢❖فما كان منه إلا أن كتب إلى
عبد الملك يقول: (إلى عبد الملك
بن مروان أمير المؤمنين من محمّد
بن عليّ، أما بعد:
٧٣❖فإنِّي لمَّا رأيْتُ هذا الأمر
أفْضى إليك، وبايعَكَ الناس, كنتُ
كَرَجُلٍ منهم, فبايَعْتُكَ لواليكَ في
الحجاز، وبعثْتُ لك بِبَيْعتي هذه
مكتوبةً، والسلام عليكم .
٧٤❖ -لمَّا انتهَتْ الفتنة، وآل الأمر
إلى عبد الملك بايعَهُ بيْعةً مكتوبةً،
ولم يعد عليه تَبِعَة، فلو بايعَهُ قبل
انتهاء الفتنة, كانت عليه مسؤوليَّة
المحاربة معه، وأن يقتل المسلمين
من أجله، فلمَّا اسْتقرَّ الأمر على
ذلك, بايعَهُ بيْعةً مكتوبة- .
٧٥❖فلمَّا قرأ عبد الملك الكتاب
على أصحابه، قال له أصحابهُ:
واللهِ لو أراد أن يشقّ عصا الطاعة،
ويُحْدثَ في الأمر فتْقًا, لقدَرَ على
ذلك، معه أتباع وعدد كبير، وهو
في مَنْأى عنك، ولما كان عليه من
سبيل
٧٦❖فاكْتُب إليه بالعهد، والميثاق
والأمان،وذمّة الله ورسوله؛ أن لا
يُزْعَجَ،أو يُهاج هو أو أحد من
أصحابه،وكتب عبد الملك إلى
الحجّاح, يأمرهُ بِتَعظيمه, ورِعايَة
حرمتهِ, والمبالغة في إكرامه) .
💎خلاصة القول عن محمد بن
الحنفية :
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع