💎-في أي سنة من الهجرة زار
سليمان بن عبد الملك الديار
المقدسة, ومن استقبله ؟
١✾أيها الأخوة المؤمنون,مع الدرس
السادس عشر من دروس سير
التابعين رضوان الله تعالى عليهم
أجمعين، والتابعيّ اليوم: سلمةُ بن
دينار، المعروف بأبي حازم،
٢✾ يقول أحدهم عنه:(ما رأيت
أحداً الحكمةُ أقربُ إلى فمه مِن
أبي حازم) .
٣✾ في السنة السابعة والتسعين
للهجرة،شدّ خليفةالمسلمين سليمان
بن عبد الملك الرحال إلى الديار
المقدسة ملبِّياً نداء ربه، ومضت
ركائبه تحثُّ الخطا من دمشق
عاصمة الأمويين إلى المدينة
المنورة،
٤✾فقدْ كان في نفسه شوقٌ إلى
الصلاة في الروضة المطهرة، وتَوقٌ
إلى السلام على سيدنا محمد ﷺ
وقد حفل موكبُ الخليفة بالقُرَّاء
والمحدِّثين والفقهاء والعلماء
والأمراء والقادة، كما هي العادة،
٥✾فلما بلغ المدينة المنورة،وحطَّ
رحاله فيها،أقبل وجوهُ الناس،يعني
علية القوم،وذوو الأقدار للسلام
عليه،والترحيب به .
💎سليمان بن عبد الملك يتعرف
على قاضي المدينة وعالمها :
٦✾أيها الأخوة,لكن سلمة بن دينار
قاضي المدينة،وعالمها الحجّة
وإمامها الثقة,لم يكن في عداد من
زاروا الخليفة مرحَّبِين مسلِّمين،
وليس هذا جفاءً،ولكنه موقف له،
٧✾ولما فرغ سليمان بن عبد الملك
من استقبال المرحِّبين به،قال
لبعض جلسائه:(إن النفوس لتصدأ
كما تصدأ المعادن،إذا لم تجد من
يذكرها الفينة بعد الفينة،ويجلوا
عنها صدأها .
٨✾فقالوا:نعم يا أمير المؤمنين،
فقال:أما في المدينة رجل أدرك
طائفةمن صحابة رسول الله يذكِّرنا
فقالوا:بلى يا أمير المؤمنين،ها هنا
أبو حازم، فقال:ومن أبو حازم؟
٩✾قالوا:سلمة بن دينار،عالم
المدينة وإمامها، وأحد التابعين
الذين أدركوا عدداً من أصحاب
رسول الله،فقال:ادعُوه لنا،وترّفقوا
في دعوته، فذهبوا إليه، ودَعَوه،
١٠✾فلما أتاه رحّب به،وأدنى
مجلسه، وقال له معاتباً: ما هذا
الجفاء يا أبا حازم؟ فقال: وأيّ
جفاء رأيت مني ياأمير المؤمنين؟
١١✾قال:زارني وجوهُ الناس، ولم
تَزُرْني،فقال:إنما يكون الجفاء بعد
المعرفة،وأنت ماعرفتني قبل اليوم،
ولا أنا رأيتك،فأيّ جفاء وقع مني،
١٢✾فقال الخليفة لجلسائه:أصاب
الشيخ في اعتذاره،وأخطأ الخليفة
في العتب عليه)
💎ما هي الأسئلة التي وردت
من الخليفة سليمان إلى سلمة بن
دينار,وهل أجاد سلمة في جوابها؟
١٣✾أيها الأخوة, ثم التفت إلى أبي
حازم،وقال: (إن في النفس شؤوناً
أحببتُ أن أفضي بهاإليك يا أباحازم
فقال:هاتها يا أمير المؤمنين، واللهُ
المستعانُ،
١٤✾فقال الخليفة:يا أبا حازم, مالنا
نكره الموت؟فقال:لأننا عَمَّرنا دنيانا
وخرّبنا آخرتنا, فنكره الخروجَ من
العمار إلى الخراب،
١٥✾فقال الخليفة:صدقت،ثم أردف
قائلاً: يا أبا حازم، ليت شعري مالنا
عند الله غداً؟ قال: أعرِضْ عملك
على كتاب الله عز وجل تجدْ ذلك،
١٦✾قال:وأين أجد ذلك في كتاب
الله تعالى؟ قال: تجده في قوله
عَلَتْ كلمته:﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ *
وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾[ الانفطار]
١٧✾-الناس رجلان؛ بَرٌّ تقيّ كريمٌ
على الله،وفاجر شقيٌّ هَيِّنٌ على
الله,قال تعالى:﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي
نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾
[سورة الانفطار الآية: 13]
١٨✾فقال الخليفة:إذاً:فأين رحمة
الله تعالى؟ فقال أبو حازم:﴿إِنَّ
رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾
[سورة الأعراف الآية: 56]
١٩✾فقال الخليفة :ليت شعري،
كيف القدوم على اللهِ جل وعز
غداً؟ فقال أبو حازم: أما المحسن
فكالغائب يقدم على أهله، وأما
المسِيء فكالعبد الآبق يساق إلى
مولاه سوقاً,
٢٠✾قال تعالى:﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ *
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾[ الغاشية ]
أما المؤمن فكالغائب يعود إلى
أهله،وأما الكافر فكالعبد الآبق يُرَدُّ
إلى مولاه،
٢١✾فبكى الخليفة حتى علا نحيبُه،
واشتدّ بكاؤه،ثم قال: يا أبا حازم,
كيف لنا أن نصلح؟ قال: تَدَعُون
عنكم السلطة،وتتحلّون بالمروءة،
📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:07
🌷∫∫ التابعي سلمة بن دينار ∫∫
《 الــحــلقـــ٢ـــة 》
٢٢✾ كان بعض الورعين الصالحين
الخلفاء، إذا تحدث في شأن خاص,
أطفأ القنديل الذي يُصرَف مِن
حساب بيت مال المسلمين .
٢٣✾فقال الخليفة وهذا المال
ماالسبيل إلى تقوى الله فيه؟
فقال أبو حازم:إذا أخذتموه بحقه،
ووضعتموه في أهله،وقسمتموه
بالسوية،وعدلتم فيه بين الرعية .
٢٤✾فقال الخليفة: يا أبا حازم,
أخبرني مَن أفضلُ الناس؟
قال: أولو المروءة والتقى،
٢٥✾قال:ومن أعدل الناس يا أبا
حازم؟ قال: كلمة حق يقولها المرء
عند من يخافه،وعند من يرجوه ،
٢٦✾فقال الخليفة:ما أسرع الدعاء
إجابة ياأبا حازم؟قال:دعاء المحسن
للمحسنين،
٢٧✾قال الخليفة:ماأفضل الصدقة
قال:جُهدُالمُقِلِّ يضعه في يد البائس
من غير أن يُتبِعَه منًّا ولا أذى .
٢٨✾قال الخليفة:مَن أكْيَسُ الناس
يا أبا حازم؟قال:رجل ظفر بطاعة
الله تعالى فعمل بها، فهو أكْيس
الناس وأعقلهم، -
٢٩✾إنسانٌ عرفً أمرَ الله فطبّقه،
كل شيء زائل إلا طاعة الله،
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ
فَوْزاً عَظِيماً﴾[ الأحزاب: 71]
٣٠✾فقال الخليفة:مَن أحمق الناس؟
قال:رجل انْساق مع هوى صاحبه
وصاحبه ظالم،فباع آخرته بدنيا
غيره،
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع