Search This Blog

 


٤١❖الأولى أنَّهُ أحْكَمَ سلْطانهُ على

نفْسِهِ، فلَمْ يدَعْ لها سبيلاً في أنْ

ترْتَعَ فيما لا نفْعَ له،


٤٢❖الخصْلة الثانِيَة؛ أنَّهُ أحْكمَ

سُلطانهُ على وقْتِهِ، فلمْ يهْدرهُ في

فضول الكلام والعمل, فلمْ يسْمح

لِنَفْسِهِ أن يُمضِيَ وقتًا في ما لا

طائِلَ منه .


📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي


🍃🌸ـــــــஜ

11:07

 ∫∫‏ التابعي عطاء بن أبي رباح ∫∫‏

《 الــحــلقــــ٣ـــة 》


💎- مواقف وعبر :


٤٣❖حدَّث الإمام أبو حنيفة النعمان

عن نفسهِ,فقال:(طبْعًا هذه قصَّة قد تسْتغرِبونها،وأنا أسْتغْربُها معكم،إلا

أنَّها ليْسَت مستحيلة الوُقوع،


٤٤❖لأنَّ الإنسان أحيانًا قد يُتقنُ

المعلومات النَّظريَّة،ولكن في حيِّز

التطبيق قد يضْطرب


٤٥❖-أخْطأْتُ في خمسة أبواب

من المناسك بِمكَّة،فَعَلَّمَنيها حجَّام،

أي حلاق وذلك أنَّني أردْتُ أن أحْلِقَ

لأَخْرجَ من الإحرام، فأتَيْتُ حلاَّقًا،

وقلتُ: بِكَم تحْلق لي رأسي؟


٤٦❖فقال الحجَّامُ: هداكَ الله،

النُّسُك لا يُشارطُ عليه، اِجْلس

ثمَّ ادْفع ما تريد، وكانت هذه

مخالفة، لأنّ النُّسُك لا يُشارط

عليه، ولا يُساوَم،


٤٧❖قال: فَخَجِلْتُ وجلسْتُ، غير

أنَّنِي جلسْتُ منحرفًا عن القِبْلة،

فأَوْمَأ إليّ بِأنْ اسْتقبِلِ القِبْلة،

ففعلْتُ وازْدَدْتُ خجلاً على خجلي،

 

٤٨❖ثمّ أعْطيتُهُ رأسي من جانبي

الأيْسَر لِيَحْلقهُ،فقال:أدِرْ شِقَّك

الأيْمن فأَدَرْتُهُ،وجعَلَ يحْلِقُ رأسي،

وأنا ساكتٌ أنظر إليه،وأعْجبُ منه!


٤٩❖فقال لي:ما لي أراك ساكتًا؟

كَبِّرْ،فجَعَلْتُ أُكبِّر حتى قُمْتُ لأَذْهب،

فقال :أين تريد؟فقلتُ: أريد أن

أمضي إلى رحلي،فقال:صلِّ ركْعتين

ثمَّ امْضِ إلى حيثُ تشاء .


٥٠❖قال: فصلَّيْتُ ركْعتين، وقلتُ

في نفسي: ما ينبغي أن يقعَ مثلُ

هذا مِن حجَّام، -ما هذا الحجَّام؟


٥١❖خمسة أخطاءٍ صحَّحَها لأبي

حنيفة, شيخُ الفقهاء, قال: لا يقعُ

هذا مِن حجَّامٍ إلا إذا كان ذا علْم


٥٢❖ٍفقلْتُ له:مِن أيْنَ لك ما أمرْتني

به من المناسك؟ فقال: لله أنت،

لقد رأيْت عطاء بن أبي رباح يفعلُهُ،

فأخذْتُ عنه،ووجَّهْتُ الناس إليه،

فكان الحجّام تلميذَ عطاء بن أبي

رباح) .


٥٣❖ -هذه قصَّة مرْوِيَّة عن أبي

حنيفة النّعمان، فيمْكن أن يتلقَّى

المسلم العِلْم عن الحجّ بِشَكلٍ دقيق

جدًّا، ثم يذهب ليحجَّ،فيقعُ في

أخطاءٍ كثيرة جدًّا،


٥٤❖لذلك فإنّ المُمارس كما يقولون

سبَقَ الفارس، المعلومات النَّظريَّة

شيء، والعمل شيء آخر


٥٥❖الحقيقة أنَّ شيئًا في الإسلام

عجيبًا،الحياة تقتضي العمل، فهذا

يعمل في الطعام,خضري، أو سمَّان

مثلاً، وهذا بنَّاء، وذاك قصَّاب،


٥٦❖لكنَّ رَوعة الإسلام أنَّ أصْحاب

الحِرَف إن كان لهم مجْلسُ علْمٍ فهم

علماء،تجد كلامًا دقيقًا،وحكمًا

صحيحًا،وهذا شيءٌ يُلفِتُ النَّظر،

 

٥٧❖وهو إنسانٌ عادي له عمل،

ولكن لأنَّ لهُ مجلسَ علْمٍ يتلقَّى

العِلْم أسْبوعيًّا أصبح هذا على

طريق العلماء،


٥٨❖تجدُ إنسانًا له عمل، وهو في

نظر الناس عادي، لكن حينما يتكلّم

يتكلّم بالحكمة،ويقف الموقف

المناسب،ويتصرَّف بحِكمة بالغة،

وهذه هي آثار مجالس العلم .


📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي

🍃🌸ـــــــஜ

11:07

 ∫∫‏ التابعي عطاء بن أبي رباح ∫∫‏

《 الــحــلقــــ٤ـــة 》


💎-عطاء بن أبي رباح يدخل

مجلس الخليفة هشام بن عبد

الملك من أجل ماذا؟ :


٥٩❖أقْبلَت الدنيا على عطاء بن

أبي رباح فأعْرض عنهاأشدّالإعراض

وأباها أشدّ الإباء، وعاش عمرهُ كلَّه

يلبسُ قميصًالايزيدُ ثمنهُ عن خمسة

دراهم،


٦٠❖ولقد دعاهُ الخلفاء إلى

مصاحبتهم،فلم يَجِب دعوتهم

لِخَشْيَتِهِ على دينِهِ من دُنياهم،

لكنَّهُ مع ذلك كان يَثِبُ عليهم إذا

وجدَ في ذلك فائدةً للمسلمين،

أو خيرًا للإسلام،


٦١❖فإذا اتَّصَل عالمٌ بإنسان له

قيمة وشأنهُ لِصَالِحِ المسلمين،

فهذا عملٌ صالح،واللهُ تعالى يتولَّى

السرائر


٦٢❖قال عثمان بنُ عطاءالخرساني

(انْطلقْتُ مع أبي نريدُ هِشام بن

عبد الملك، فلمَّا غدونا قريبًا من

دمشق، إذا نحن بِشَيخٍ على حِمار

أسْوَد،عليه قميص صفيق، وجبَّة،

وقلنْسُوة لاصقة بِرَأسه،وركابه من

خشب،


٦٣❖فضَحِكْتُ منه، وقلتُ لأبي:

مَن هذا؟! قال: اُسْكُتْ, هذا سيّد

فقهاء الحجاز عطاء بن أبي رباح .


٦٤❖فلمَّا قرُبَ مِنَّا نزلَ أبي عن

بغْلتِهِ،ونزلَ هو عن حِمارِهِ،فاعْتنقَا،

وتساءلاَ،ثمَّ عادا فَرَكِبَا،وانْطلقَاحتَّى

وقفَا على باب قصْر هِشام بن عبد

الملك،فلمَّااسْتقرَّ بهما الجلوس حتى

أُذِنَ لهما،


٦٥❖فلمَّا خرج أبي قلتُ له:حدِّثْني

بما كان منكما؟ فقال:بادرَ فأذِنَ له،

وواللهِ ما دخلْت إلا بِسَبَبِهِ ،


٦٦❖فلمَّا رآهُ هشام رحَّبَ به،وقال:

مرْحبًا مرْحبًا، ها هُنا ها هُنا، أي

تعال إلى جنبي، ولا زال يقول له:

ها هُنا, هَا هُنا حتَّى أجْلسَهُ معهُ

على سريرهِ, وإلى جانبِهِ تمامًا،

ومسَّتْ ركْبتَهُ ركْبته،


٦٧❖وكان في المجْلس أشراف

الناس، وكانوا يتحدَّثون فسَكَتُوا .

 

٦٨❖ثمّ أقْبلَ عليه هشام, فقال:

ما حاجتُكَ يا أبا محمَّد؟ قال:

يا أمير المؤمنين، أهل الحرمين ،

أهل الله،وجيران رسول الله ﷺ

تُقسِّم عليهم أرزاقهم وأُعْطِياتهم،


٦٩❖قال:نعم،يا غلام, اُكْتُب لأهل

مكَّة والمدينة بِعَطاياهِم وأرزاقِهِم

إلى سنة،ثمّ قال: هل من حاجة

غيرها يا أبا محمد؟

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog