٢٦❐فلمَّا سمِعتُ منه ذلك, قلتُ له:
رِفْقًا بِنَفْسِك فإنَّك تقضي ليلكَ قائمًا
وتقطعُ نهاركَ صائمًا،وإنَّ الجنَّة
تُدْركُ بأقلَّ ما تصْنع، وإنَّ النار تُتَّقى
بأقلَّ مِمَّا تُعاني,
٢٧❐فقال: إنَّي لأخشى أن أنْدَمَ
حيث لا ينفعُ النَّدَم، والله لأجْتهِدَنَّ
في العبادة ما وجدتُ للاجتهاد
سبيلاً، فإنْ نجَوْتُ فَبِرَحْمة الله،
وإن دخلْتُ النار فَبِتَقْصيري) .
٢٨❐أيها الأخوة، هل تعلمون من
هو العاقل؟العاقل هو الذي لا يعملُ
عملاً يندمُ عليه،
٢٩❐فأنت الآن تعيش، ولكن يا ترى
لو حان الآن وقتُ مُغادرة الدنيا، ألا
تنْدم لِمَ لمْ تُصَلِّ أكثر، ولِمَ لمْ تتعلَّم
أكثر، ولِمَ لمْ تُنْفِقُ أكثر؟
٣٠❐فالعاقل هو من يعْملُ عملاً
لا ينْدمُ عليه أبدًا،هذا ما قالهُ بعض
أصحاب رسول الله ﷺ :(والله لو
علِمْتُ غدًا أجلي ما قدرْتُ أن أزيد
في عملي)
📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:07
∫∫ التابعي عامر بن عبد الله التميمي∫∫
《 الــحــلقــــ٣ـــة 》
💎كيف كان عامر يختار صحبته
إذا غزا في سبيل الله ؟
٣١❐ أيها الأخوة, غير أنَّ عامر بن
عبد الله لمْ يكن راهبًا من رهبان
الليل فحَسْب، بل كان فارسًا من
فرسان النهار أيضًا،
٣٢❐ فما أذَّنَ مؤذِّنُ الجهاد في
سبيل الله إلا وكان في طليعة من
يُجيب النِّداء،
٣٣❐وكان إذا نهَض لِغَزوة من
الغزوات مع المجاهدين وقفَ
يتوسَّمُ الناس لِيَختار رِفاقهُ،
٣٤❐واسْمعوا هذه القصَّة:
إذا وقعَ على رِفْقةٍ تُوافقُهُ قال لهم:
(يا هؤلاء، إنِّي أريد أن أصْحبكم
على أن تُعطوني من أنفسكم ثلاث
خِلال، فيقولون ما هنّ؟
٣٥❐فيقول: أولهنّ أن أكون لكم
خادمًا، فلا يُنازعني أحدٌ منكم في
الخدمة أبدًا، والثانيَة أن أكون لكم
مؤذِّنًا فلا يُنازِعَني أحدٌ منكم للنِّداء
للصَّلاة، والثالثة أن أُنفقَ عليكم
بِقَدر طاقتي،
٣٦❐لذلك يُعرَف الإنسانُ في السَّفَر
فإذا قالوا:نعم، انْضمَّ إليهم،وإذا
نازعه أحدٌ منهم في شيء من ذلك
رَحَلَ عنهم إلى غيرهم) .
٣٧❐وإليكم هذا الموقف لعامر,
نزلَ سعْد بن أبي وقاص رضي الله
عنه بعد القادسيّة في إيوان كِسْرى،
وأمرَ عمْرو بن مُقَرٍّ أن يجمعَ الغنائم
ويُحصيَها، لِيُرْسِلَ خُمسها إلى بيت
مال المسلمين، ويقسمُ باقيها على
المجاهدين،
٣٨❐فاجْتمعَ بين يديه من الأموال
والأعلاق والنفائس مايفوق الوصْف
ويعزّ على الحصر، فهنا سِلال كبيرة
مختَّمَةٌ بالرصاص،مملوءة بآنِيَة
الذهب والفضَّة، كان يأكل بها ملوك
فارس،
٣٩❐وهناك صناديق من نفيس
الخشب كُدِّسَتْ فيها ثيابُ كِسْرى
وأوْشحَتُهُ ودُروعُهُ المُحَلاَّةبالجوهر
والدرر، وصناديق مملوءة بِنَفائس
الحليّ وروائع المقْتَنَيات،
٤٠❐وتلك أغمادٌ فيها سُيوف ملوك
الفرس مَلِكًا بعد ملِك،وسيوف
الملوك والقُوَّاد الذين خضعوا
للفرس خلال التاريخ،
٤١❐وفيما كان العمَّال يُحْصون
هذه الغنائم على مرأى من
المسلمين وعلى مَسْمع,أقْبلَ على
القوم رجلٌ أشعثُ أغْبر، ومعه حُقّ
كبير الحجم,
٤٢❐الحُقُّ هو الوعاء الكبير، ثقيل
الوزن، حملهُ بِيَدَيه كِلْتَيهما، فتأمَّلوهُ
فإذا هو حُقٌّ لم تقع عيونهم على
مثله قطّ، ولا وجدوا فيما جمعوه
شيئًا يعدِلُهُ أو يُقاربهُ، فنظروا في
داخله فإذا هو قد مُلئ بِرُوائه الدرّ
والجوهر .
٤٣❐فقالوا للرجل: (أين أصبْتَ
هذا الكنز الثمين؟ فقال: غنِمْتُهُ في
معركة كذا، في مكان كذا، فقالوا:
وهل أخذت منه شيئًا؟
٤٤❐فقال: هداكم الله، والله إنّ هذا
الحُقّ وجميع ما مَلَكَتْهُ ملوك فارس
لا يعدل قلامة ظفر, ولولا حَقُّ بيت
مال المسلمين فيه ما رفعْتهُ من
أرضهِ، ولا أتَيْتكم به،
٤٥❐فقالوا: من أنت أكرمكَ الله؟
فقال: واللهِ لا أخبركم لِتَحمدوني،
وما أُخبرُ غيركم لِيُقَرضوني،ولكنَّني
أحمدُ الله تعالى وأرجو ثوابهُ، ثمّ
تركهم ومضى،
٤٦❐فأمروا رجلاً منهم أن يتَّبعهُ،
وأن يأتيهم بِخَبرهِ، فما زال الرجل
يمضي وراءهُ،وهو لا يعلمُ به،حتى
بلغ أصحابهُ،فلمَّا سألهم عنه, قالوا:
ألا تعرفهُ؟ إنَّهُ زاهِدُ البصْرة، عامر
بن عبد الله التميميّ) .
📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:07
∫∫ التابعي عامر بن عبد الله التميمي∫∫
《 الــحــلقــــ٤ـــة 》
💎-ما هي الشكوى التي صدرت
إلى سيدنا عثمان عن عامر, ومن
هو صاحب الشكوى, وما هو الأمر
الذي وجهه عثمان لعامر؟
٤٧❐ الآن نُنْهي هذه القصَّة بِحادِثٍ
مُنَغِّصٍ جرى لهذا التابعيّ الجليل،
فهذا التابعيّ الجليل رأى رجلا من
أعوان صاحب شُرطة البصرة قد
أمسكَ بِخُنَّاق رجل من أهل الذِّمة،
وجعل يجُرُّهُ جرًّا،
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع