الفِصام ( الشيزوفرينيا ) Schizophrenia

 

 الفصام  هو اضطراب عقلي خطير يسبب الوهم و اضطراب الافكار و السلوك ,و الهلوسة ,

يصيب حوالي واحد من كل مئة شخص خلال العمر. وهو يصيب الرجال والنساء بنفس النسبة ,أكثر المصابين تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة.

هنالك 21 مليون مريض حول العالم يعانون من الفصام 

المعنى الحرفي للشيزوفرينيا هو انفصام العقل و تسمى خطأً فصام الشخصية 

   --  أعراض الفصام ( ألشيزوفرينيا ) 

-1- الهلاوس:

الهلوسه تحدث عندما يسمع، يشم ، يشعر أو يرى المريض شيئاً ولكن في الحقيقة لا يوجد شيء حقيقي هناك. والهلاوس السمعية اكثرها شيوعا

هذه الاصوات في الهلاوس السمعية  تبدو حقيقية تماماً للمريض, وقادمة من محيطه الخارجي، وأن الآخرين لا يسمعونها, صادرة من أشياء معينة ، مثل التلفزيون او اشخاص, المريض وحده من يراهم . هذه الأصوات قد تتحدث إليه مباشرةً ، أو قد تتحدث الى بعضها البعض عنه. أحيانا كأنه يستمع الى محادثة. و أغلب الأوقات تكون مزعجة جدا ، وفيها كلمات نابية, أحياناً يشعر بأنه يجب عليه تنفيذ ما تقوله ألأصوات ، حتى لوقالت له أن يؤذي نفسه او يفعل شيئا يعلم بأنه خطأ. معظم الوقت يمكنه أن يتجاهلها و لكن أحيانا تجعله يشعر بالكآبة.

هذه الأصوات ليست وهميه ، بل يوجدها العقل. فحوصات الدماغ أظهرت ان جزء الدماغ الذي ينشط عندما يسمع هذه الأصوات هو الجزء الذي ينشط عندما يتكلم الشخص او تتشكل الكلمات في الذهن. كأن الدماغ يفسر أفكاره كأنها أصوات حقيقية من الواقع المحيط به.

- يمكن ان تحدث هذه الهلاوس في امراض اخرى  ,مثلآ المصابين بالاكتئاب الحاد ، يمكن أيضا أن يسمعوا أصوات تتحدث إليهم مباشرة.لكن في الأكتئاب، هذه الأصوات تنتقد الشخص عادة, وتكرر نفس الكلمة أو الجملة مرارا وتكرارا. بعض الناس لا يؤثر سماع هذه الأصوات على حياتهم اليومية. وقد تكون مسلية، وليست بصوت عال ، أو ان تحدث من وقت لآخر.

- يمكن ان تحدث  الهلاوس السمعية عند الانسان الطبيعي في فترات قبل وبعد النوم

وهناك انواع اخرى من الهلوسة تحدث في الفصام كان يرى أشياء غريبة, يشم رائحة معينة ،يتذوق طعم مُعين أو يحس بأن شيئا يلمسه، لكن هذه الهلاوس أقل شيوعا.

-2- الأوهام  ( الضلالات ):

هو ألاعتقاد الراسخ مع ألاقتناع التام بشيء رغم انه مبني على سوء فهم الإحداث ويتناقض مع  الحقائق العقلانية وضد ما هو مقبول  اجتماعيا لا يتماشى مع الاعراف السائدة .

ألاخرون يرون ان اعتقاد المريض خاطئا غريباً او غير واقعي, واذا سألوه لماذا يعتقد بهذا الشيء ،فيكون شرحه و أسبابه ليس لها معنى أو لا يمكنه ان يشرح لهم و يكتفي بالقول (انا متاكد من ذلك).

أحيانا تحدث الضلالات عندما يحاول الشخص فهم الهلوسة التي يعاني منها. فعلى سبيل المثال ، اذا كان يسمع اصوات تعلق على ما يقوم به، فيفسر هذا بوهم انه مراقب من ألأجهزة الأمنية مثلاً.

هناك انواع كثيرة من الأوهام منها :

- الأوهام الاضطهادية:  هذه أفكار وهميه تجعل الشخص يشعر بأنه مضطهد او أنه مُلاحق.مثلا يشعر بأن الحكومة تتجسس عليه. أو يعتقد أن الجيران يستخدمون مؤثرات خاصة او التكنولوجيا للتأثير عليه,او شريكه غير مخلص.يستنج ذلك من تفاصيل و احداث بسيطة لا علاقة لها بالجنس او الخيانه و يربطها بذلك في حين ان الأشخاص الآخرين يعتبرون هذه التفاصيل و الاحداث طبيعية ولا تدعو للشك .

- الأوهام المرجعية (العائدية): يبدء بتفسير الأحداث اليومية و الطبيعية التي تدور حوله بأنها تحصل خصيصا له ومرتبطة به. على سبيل المثال ، ان الأذاعة او التلفزيون تبث برامج عنه ، او أن الناس يتصلون معه بطرق غريبة .

- أوهام السيطرة : يشعر ان جسمه مُسيطر عليه، مثل الرجل الآلي.. الناس تفسر هذه التجارب بطرق مختلفة. البعض لديه تفسيرات تكنولوجيه ، مثل الإذاعة والتلفزيون او أشعه الليزر ، او الاعتقاد بأن الجهاز مزروع فيه. أشخاص آخرين يفسرها بالسحر، ولأراوح ، او الشيطان. ومن الاوهام ايضا , انه قد يشعر بأنه يفقد أفكاره كما لو ان شخص ما أخذها من عقله. يشعر أن أفكاره هي ليست له، بل ان شخصا آخر قد وضعها في عقله. او الاعتقاد بأنه واقع تحت تأثير السحر وأنه مسلوب الإرادة .

ومن الاوهام ايضا وهم العظمة توهم المرض ,وهم  التأويل والتلميح ، ووهم تغير الشخص.

الأوهام تؤثرعلى تصرفات المريض ,فاذا كان يظن ان الآخرين يحاولون ان يؤذوه او يضايقونه ، فسوف يحاول ان يبتعد عنهم ، وفي بعض الأحيان ،قد يشعر أنه يريد ان ينتقم منهم ويمكن أن يحاول الهرب من مشاعر الاضطهاد بالانتقال من مكان الى آخر.

-3-  كلام غير منظم (مثل الانحراف المتكرر أو التفكك).

التكلم بلغة غريبة, تكرار الكلمات بدون مبرر,عدم الربط بين الكلمات والجمل, او  كلام غير منطقي او الانتقال في الحديث من فكرة الى اخرى دون وجود أي صلة واضحة بينهما. وبعد دقيقة أو اثنتين ، لا يمكنه ان يتذكر ما يريد الحديث عنه اصلا واحيانا يكون من الصعب على الاخرين فهم يقوله. 

والاجابات الوحيدة المقطع في صوت نمطي رتيب بعد تكرار السؤال ، وابتداع كلمات أو لغة جديدة  .

-4-  سلوك غير منظم أو ذهول تخشبي بشكلٍ صارخ.

  التخشب : وفيه  يتوقف المريص عن الكلام و الحركة او  الاكل و الشرب و يصاحبه حركات غير طبيعية(وخاصة حركات الوجه واليدين والرجلين ) او اعادة( تقليد) الاقوال والافعال بصورة غير مبررة  او جعل الجسم بوظعيات غريبة بدون مبرر

ويظهر على المريض عرض التفكك بدرجة فائقة تستوقف الانتباه ، فيضحك حين لا يوجد باعث على الضحك اضافة الى عدم الثبات  الانفعالي و التناقض الانفعالي ، والهياج لأقل مثير 

-5- أعراض سلبية (أي تناقص التعبير العاطفي أو فقد الإرادة):

اهتمامه في الحياة والعواطف يزول (فقدان الاحساس بالعواطف الراقية كالحب والعطف والحنان والمشاركة الوجدانية ), برودة  المشاعر (لا يكترث للحوادث التي تهز مشاعر الإنسان السوي ، ولا يهتم بأصدقائه أو أسرته أو عمله كما أنه لا يبدي أي انفعال حين تدعو الظروف إلى ذلك) ونادرا ما يبتسم وغياب الدافع  فمن الصعب ان يتحمس لشيء  فلا يريد حتى الخروج من المنزل , ولا يوجد شيء يثير اهتمامه

يفقد الارادة يرفض الاكل و الحركة و الشرب ويجد من الصعوبة ان يعتني بنفسه وبملابسه او ان ترتب غرفته و البيت. ونادرا ما يستحم  

الانطواء واضطراب العلاقات الشخصية واضطراب الاتصال الاجتماعي فيشعر  بعدم الارتياح مع الناس ، لانه قد لا يجد شيء يقوله او يجيب الناس بكلمة او كلمتين فقط

والاستغراق في أحلام اليقظة ، ونقص الميول و الرغبة الجنسية والاهتمامات والاستسلام.

الاشخاص الآخرين يجدوا صعوبة في فهم الاعراض السلبية ، ولا يعتبرونها جزء من المرض و يعتقدون أن الشخص كسول.

--  ومن أعراض الفصام ايضا:

-   فقدان البصيره:

الاعراض قد تكون كثيرة وتجعله يفقد السيطرة على كل حياته. يشعر انه غير مريض بل الاخرين هم المرضى.

 -    اعراض الأكتئاب:

قبل بدء العلاج حوالي نصف المرضى يشعرون بالاكتئاب, التي قد تفسر بانها اعراض جانبية للأدوية اوردة فعل جراء الاصابة بالمرض..

-  اضطراب التفكير : اضطراب محتوى التفكير ، واضطراب مجرى التفكير واضطراب ترابط التفكير ، واضطراب التحكم في التفكير ، واضطراب التعبير عن التفكير سلوكيا ، واضطراب الذاكرة ، وخاصة بالنسبة للأحداث الحديثة ، واضطراب الانتباه وضيقه ، والتركيز على الذات واضطراب الوعي وشعور المريض بأنه يفقد عقله .

- ان  الهلاوس والاوهام  يمكن ان تظهر في جميع أنواع الذهان الوظيفي والعضوي لذا فهي ليست اعراض مميزة للفصام  و إن الأعراض الأولية لمرض الفصام هي اضطرابات التفكير والوجدان والإرادة ، وكل ما هو غير ذلك فهو ثانوي 

- ليس شرطا  تواجد كل هذه الاعراض لتشخيص الفصام  تواجد اثنين (أو أكثر) من هذه الاعراض كافي لتشخيص الفصام على ان يكون  أحدها اوهام او هلاوس او الكلام الغير منتظم, ولمدة شهر كامل    

   ---  اسباب الفصام (ألشيزوفرينيا)؟

الاسباب الدقيقة غيرمعروفة. لكن من المرجح أن تكون مجموعة من العوامل المختلفة التي حتما ستكون مختلفة من شخص لآخر.

- خلل الجهاز العصبي 

دراسة حديثة كشفت وجود مشاكل في خلايا الدماغ المساعدة تدعى الخلايا الدبقية التي تدعم الخلايا العصبية في الدماغ ,.عند اخذ هذه الخلايا من مرضى الفصام وزراعتها في دماغ الفئران لاحظ العلماء اختلاف في تكوين شبكة الدماغ العصبية و اضطراب الاتصال بين خلايا الدماغ ,مسببة قلق و اضطراب النوم و فقدان الاستمتاع بلذة الحياة . العلماء يعتقدون ان هذا الاكتشاف ربما يساعد في اكتشاف سبب مرض الفصام و بالتالي  تطوير علاج او حتى الشفاء من المرض.

-.الجينات و الوراثة : 

تلعب الوراثة دورا هاما في نشأة هذا المرض ، أي أن الإنسان يولد وعنده الاستعداد الذاتي لتكوين هذا الاضطراب ، وذلك معناه أن ينتقل على المورثات اضطرابات كيميائية فسيولوجية تجعله عرضه لأن يقع فريسة لهذا المرض .

عندما لا يكون احد الاقارب مصابا بالفصام ,فان احتمال الاصابة هو1 من كل مئة شخص  (1 % ), لكن فرصة الاصابة تتغير اذا كان  لديك مصابا بالفصام  لتصبح ( 8% احد الاخوة ( غير التوائم ) مصابا )...(  أحد التوائم غير المتطابقة 12 %)   (الأم او الأب 12 % )   (كلا الوالدين 40 % )   (أحد التوائم المتطابقة مصابا  50 % اي  ان فرصة الاصابة هي 50 من كل مئة شخص   ). 

تشير الأبحاث الى أن الجينات تمثل حوالى نصف خطر الاصابة بالفصام. 

- اعتلال الدماغ:

فحوصات الدماغ الصورية الحديثة أظهرت, بالمقارنة مع الاشخاص الذين لا يعانون من المرض ، هناك اختلافات في ادمغة بعض الناس المصابين بالفصام.

.... بالنسبة لبعض الناس المصابين بالفصام ،اجزاء من الدماغ قد لا تكون نامية بصورة كاملة، بسبب: ( مشاكل اثناء الولادة التي تؤثر على امداد الاوكسجين الى دماغ الطفل.او الامراض الفيروسيه خلال الأشهر الأولى من الحمل).

- المخدرات و الحشيشة ( الماريجوانا,القنب):: 

أستعمال المخدرات أحيانا يؤدي الى الأصابة بالفصام. هذه تتضمن انوع مختلفة منها الاكستاسي و الامفيتمينات و الحشيش. من المعلوم  ان الامفيتامينات يمكن ان تسبب أعراض الذهان ، لكنها في الواقع تتوقف عندماتوقف اخذ الامفيتامينات. لكن من غير المعلوم  حتى الان ما اذا كانت هذه الأدوية يمكن ان تؤدي الى تأثير طويل الامد او تؤدي الى حصول المرض ولكنها قد تساعد اذا كان هناك عوامل مساعدة أخرى. 

ايضا هناك دليل قوي على ان استعمال الحشيش يضاعف من خطر الاصابة بالفصام  لست مرات وهذا النسبة اكثر عند الذين يبدؤون تناوله من سن مبكرة..

 - الإجهاد: 

  ان  صعوبات و ضغوطات  الحياة والمشاكل الاسرية  هي عامل مرسب او مديم في  زيادة الاعراض سوءا. وقد يكون هذا الحدث مفاجئ مثل حادث سيارة ، او حالات الوفاة. ويمكن ان تكون مشكال يوميه  مثل صعوبة العمل أو الدراسه. او صعوبات طويلة الامد مثل التوتر الأسري.

- اسباب نمائية  :

 يعتقد ان الحرمان وسوء المعامله في الطفولة يمكن ان يساعد على حصول الفصام. 

 ---  مسار ونتيجة  مريض الفصام في المستقبل  :

في الاجل الطويل فأن كل مئة شخص من المصابين بالفصام :

خمس وعشرون منهم يتحسن تماماً في غضون خمس سنوات من أول حالة فصام (20-30 %) 

خمس وعشرون من المئة يتحسنون مع بقاء بعض الاعراض(20-30 %)

خمسون من المئة سيظل يعاني من أعراض وتدهورمستمر(40-60% )

تكون النتيجة اسوء كلما حدث الفصام مبكرا و تاخر تقديم العلاج,

 بعض المصابين الذين يعانون من بعض الاعراض مثل سماع الاصوات  قد يعيشون حياتهم بشكل طبيعي بعلاج بسيط . 

الانتحار اكثر شيوعا في الناس المصابين بالفصام. هذا اكثر اذا كان الشخص يعاني من أعراض شديدة، وأصبح مكتئب ،و لا يتلقى العلاج او مستوى الرعايه و العناية منخفض .

كلما ترك الفصام دون علاج ، زاد تأثيره على حياة المصاب. وكلما شُخص منذ البداية وبدء العلاج مبكر تكون النتائج افضل. و تقل أحتمالات ان يحتاج المريض الدخول الى المستشفى لغرض العلاج وتقل احتمالات الحاجة لعناية ورعاية خاصة في البيت.واذا كانت هناك حاجة ان تذهب الى المستشفى ، ستقضي وقتا أقل هناك.

مع العلاج ,المريض  على الارجح يكون قادر على العمل والعيش بصورة مستقلة.

  ---  علاج الفصام  :

اذا بدات اعراض الفصام لأول مرة ،فالادوية ينبغي ان تبدأ في اسرع وقت ممكن, تحت اشراف طبيب نفسي.

العلاج يمكن ان يتم في البيت. وحتى لو كان يحتاج الى الدخول الى المستشفى سيكون عادة لأيام فقط. بعد ذلك يمكن ان يستمر العلاج في المنزل.

أن الادوية  عادة خطوة اولى وهامة تمكن العلاجات المساعدة الاخرى  من العمل مثل : دعم الاهل والاصدقاء ،والعلاج النفسي والخدمات مثل السكن المدعوم ، والرعايه النهاريه ، وبرامج التوضيف .

   -  الادوية:

الادوية تساعد على أضعاف و تخفيف الاوهام والهلوسه بالتدريج.وتساعد على التفكير بشكل اكثر وضوحا.وتزيد من نشاط و قدرة المريض على الاعتناء بنفسه .

لا يجوزللمريض ايقاف العلاج من تلقاء نفسه وبشكل فجائي 

 لفاقدي البصيرة الذين توجد صعوبة في اعطائهم اقراص  العلاج يوميا ، فمن الأسهل اعطائهم الحُقن الدوائية. هذا ما يسمى الجرعة الطويلة (الديبوت).و يعطى مرة كل ثلاثة اوأربع اسابيع مثل المودكيت او الدبكسول  و الهاليبريدون و الريسبيريدون  او كل ثلاثة اشهر مثل باليبيريدون.

• مضادات الذهان "الجيل الأول":

ادوية استخدمت في منتصف الخمسينات ، وهي تعمل عن طريق التقليل من عمل مادة كيمياءيه معينة في الدماغ تدعى الدوبامين ومن هذه الادوية  هالدول , لارجكتيل , ستيلازين , موديكيت , ديبكسول  

• مضادات الذهان من الجيل الثاني:

ادويه ظهرت حديثا. تعمل على مجموعة اخرى من المواد الكيميائيه في الدماغ (مثل سيروتونين) ، ويطلق عليهم اسم "الجيل الثاني"من غير المحتمل ان تسبب الاثار الجانبية مثل الجيل الاول من الادوية ,خاصة أعراض التوتر العضلي، على الرغم من أنها قد تسبب مشاكل مثل زيادة الوزن.وهي بكفاءة ادوية الجيل الاول  كما أنها قد تساعد الاعراض السلبية ،التي قد لا تنفع معها  أدوية الجيل الأول بشكل مؤثر. كما أن هذه الادوية  من النادر حدوث مضاعفات طويلة الأمد مثل خلل الحركة المتأخر. كثير من الناس الذين يستخدمون هذه الادوية الحديثة ,وجدوا أن الآثار الجانبية اقل من تلك الادوية القديمة. ولهذا هي المفضلة لبدا العلاج ومن ادوية الجيل الثاني  : اولانزبين , ريسبيريدون, سيروكويل , اريبيبرازول , زيبراسيدون  وكلوزابين 

وقد ثبت ان كلوزابين: اكثر فعالية في الحالات التي لا تستجيب للأنواع اخرى من الادويه. لكنه يمكن ان يؤثرعلى نخاع العظم. ،وبسبب خطورة ذلك  فعادة يستخدم بعد فشل العلاجات الاخرى. فيجب استعمال دوائين لمدة ستة الى ثمانية اسابيع و أحدهم يجب ان يكون من الجيل الثاني (والافضل ان يكون اولانزابين) ,قبل السماح  باستخدام الكلوزابين.

كفاءة هذه ألادوية 

هذه الادوية تعمل بشكل جيد لكثير من الناس,تقربيا اربعة من كل خمسة أشخاص تساعدهم هذه الأدوية. في السيطرة على الأعراض,ولكن لا تشفي المرض نهائيا.لذلك عليك ان تستمر بأخذ الدواء لمنع عودة الاعراض. حتى لو كانت الادوية تسيطر على المرض ,فان الاعراض قد تعود. هذا يحدث اقل بكثير اذا كنت مستمر على اخذ الدواء.

الحالات المزمنة التي وصلت إلى درجة من الاستقرار، وأصبح السلوك الفصامي جزء لا يتجزأ من الشخصية ، فإن مفعول الادوية  يكون أقل 

  كم يجب على المريض أن يستمر بأخذ الدواء؟

عليه ان يأخذ الدواء لفترة طويلة ( عادة 2سنة بعد اول ازمة و5 سنوات بعد الازمة الثانية ومدى الحياة عند تكرر الازمات او عند بقاء  بعض الاعراض بصورة دائمة). إذا أراد  تقليل او وقف الدواء ، يجب مناقشة ذلك مع الطبيب الخاص به قبل ان يتوقف عن اخذها. فيقوم عادةً, بتقليل الدواء تدريجيا حتى يمكنه الأنتباه الى اي اعراض ، وقبل ان تحدث أزمة مرة اخرى.

اذاتوقف المريض عن اخذ الدواء ،فأن أعراض الفصام عادة لا تعود فورا ، ولكن غالبا في غضون ستة أشهرولكن بشدة اكبر ويزداد عدد النكسات .

لا يمكن التكهن مسبقا ما اذا كان احد الادويه سيعمل افضل من الآخر.لكن عادة تفضل ادوية الجيل الثاني مثل الاولانزابين  والريسبريدون 

اذا كان هذا الدواء غير فعال او له اثار جانبية مزعجه فيجب ان يناقش ذلك  مع الطبيب النفسي لمحاولة دواء آخر .

 -  العلاج النفسي:

يستخدم عادة بعد ان تخف النوبة الحادة و تستقر حالة المريض ويشمل : 

-1- العلاج المعرفي السلوكي:

يقوم بهذا العلاج أخصائى علم النفس السريري ، أوالاطباء النفسانيين او ممرضين مختصين . الهدف من العلاج هو مساعدة المريض على تحديد المشاكل التي هي اكثر أزعاجاً له.هذه قد تكون افكار,تجارب سابقة او طرق تصرف.و اعادة النظر في كيفية تفكيره بهذه المشاكل (عادات التفكير).و كيفية تصرفه أتجاهها ( عادات التصرف).و تاثير تفكيره او تصرفاته على مشاعره وتشخيص أي من هذه الأفكار او التصرفات غير واقعية أو غير مفيدة. و البحث عن اذا كانت هناك طرق اخرى للتفكير في هذه الامور ، او التصرفات، والتي ستكون أكثر فائدة.و تجريب طرقاً جديدة في التفكير والتصرف. معرفة ما اذا كانت هذه الاعمال التجارب مفيدة، فاذا كانت مفيدة يمكن استعمالها بأنتظام واذا كانت غير مفيدة حاول البحث عن طرق أخرى مفيدة.

هذا النوع من العلاج يحسن شعور المريض ويساعده على تعلم طرق جديدة لحل المشاكل. ان العلاج المعرفي يمكن ايضا ان يساعده على مواجهة الهلوسه او الافكار الوهميه المزعجة.

-2- الارشاد :

قد تكون مفيدة اذا كان المريض  بحاجة للتكلم عن المواضيع  و الاشياء التي تزعجه و يحتاج الارشاد على كيفية مواجهة المشاكل اليوميه للحياة.

-3- العلاج الأسري:

من خلال الاجتماع  مع عائلة المريض و يهدف الى مساعدته وأسرته على التعامل بشكل أفضل مع الوضع.ويمكن استخدامها لتعريف العائلة بالفصام ، وسبل دعم الشخص المصاب وتعديل البيئة، وكيفية حل المشاكل العائلية التي يمكن ان تسببها اعراض المرض.

-4- المراكز اليومية او النهارية (المستشفى اليومي ):

اذا كان المريض  لا يعمل ، او غير قادر على العودة الى العمل. فمع ذلك ، من الجيد الخروج كل يوم و عمل شيئا ما.مثلاً الذهاب  بانتظام الى المستشفى اليومي ، المركز اليومي او مركز الصحة النفسية. هذه المراكز يمكن ان تقدم مجموعة متنوعة من الانشطه و الفعاليات مثل الرسم والفخار والتعليم أو الحصول على مساعدة للعودة الى العمل. يمكنه استعادة نشاط المريض مرة اخرى وتمضية بعض الوقت مع اشخاص آخرين,(ليست متوفرة في جميع البلدان  حاليا غير متوفرة في العراق)

-5- مشاريع العودة الى العمل:

توفر التدريب لمساعدة المريض على تطوير مهاراته. ويمكن أن يساعده على أيجاد فرصة عمل و العودة الى العمل السابق. أما اذا كان يعاني من المرض لفترة طويلة ، فقد يحتاج الى مركز للتأهيل.

العلاج بالعمل يهدف الى استعادة المريض فاعليته ، واستعادة ثقته بأنه قادر على شيء ذي فائدة . وأن يرى نتاج عمله فيتحسن للرجوع للواقع 

-6- العلاج الاجتماعي : 

بهدف تجنب الانسحاب والعزلة مع الاهتمام بإعادة التعلم الاجتماعي والاهتمام بالنشاط الاجتماعي والرياضة والترفيه والموسيقى لربط المريض بالواقع والتقليل من استبطانه وانشغاله بذاته وعرضه والكشف عن اضطرابات المريض وصراعاته .

---   كيف يساعد المريض نفسه  ؟

- يتعلم كيف يميز عودة الاعراض مثل :

عدم تناول الطعام ، , الشعور بقلق و ارق.

او يشعر ان الاخرين يقولون له انه لا يغير ملابسه,ولا ينظف بيته او يطبخ لنفسه مثل السابق.

او اعراض بسيطة مثل - الشعور بالخوف او الشك، القلق من دوافع الناس، سماعه اصوات خفيفة بين حين واخر ,او صعوبة في التركيز.

- تجنب الاشياء التي تجعل من حالته غير مستقرة، مثل :

الاجهاد او خلافات مع الاسرة والاصدقاء او الجيران, او القلق بشأن الصعوبات المادية., او استعمال المخدرات و الكحول. 

- تعلم تقنيات الاسترخاء. والاستمتاع بالوقت 

- يتعلم كيف يسيطر على الاصوات غير الحقيقية التي يسمعها ؟  من خلال

1.قضاء بعض الوقت مع اشخاص آخرين. 

2.أن يبقى مشغولا.

3.الاستماع الى التلفزيون والاذاعة او اي وسيلة اخرى مناسبة  (لكن بصوت منخفض لألا يضايق الاخرين).

4.عليه ان يتذكر بأن هذه الاصوات لا يمكن أن تضر به.

5.يتذكر بأن هذه الأصوات لا تملك اي سلطة عليه ولا تستطيع ان تفعل شيئا لا يريد هو القيام به.

6.الانضمام الى مجاميع الناس الذين يعانون من نفس المشاكل.

7.أيجاد شخص ما يثق به يخبره فيما لو عادت الاعراض مرة اخرى.

- معرفة الفصام والادوية الخاصة به التي يستعملها   : من خلال الحديث مع افراد الصحة النفسية أو الطبيب النفسي.

   ---   معلومات للاسرة:

من العلامات الاولى  للفصام  هي  ملاحظة ان المريض يبدأ بالتصرف بغرابة، بعيد او مختلف عن ما كان عليه. وقد يتجنب الاتصال مع الناس ويصبح اقل نشاطا. اذا كان لديهم اوهام ، فقد يتحدثون عنها ، ولكن يمكن ايضا ان لا يتحدثون عنها. اذا كانوا يسمعون اصواتاً ،فقد ينظر بعيدا فجأةً عنك كما لو انه يستمع الى شيء آخر.عندما تتحدث اليهم ، فانهم قد يتحدثون قليلاً ، أو يكون من الصعب فهم ما يقولون. نمط النوم قد يتغير حتى أنهم يبقون مستيقظين طوال الليل وينامون أثناء النهار. يمكنك ان تتساءل عما اذا كان هذا السلوك هو مجرد تمرد. ويمكن ان يحدث ذلك ببطء ،و لكن عندما تعود لسلسة الاحداث ممكن ان تتفهم ما حدث.يمكن أن تكون من الصعوبه التعرف على هذه التغييرات خلال سنوات المراهقه ، عندما يكون الشباب يمرون بمرحلة تغيير اصلا.

الشخص المصُاب بِالفصام يكون حساس لاي توتر ، لذا فمن المفيد تجنب الجدل والاحتفاظ بالهدوء, وربما قول هذا أيسر من فعله !

   ---   دخول المستشفى الألزامي:

المصاب بالفصام قد لا يدرك بانه مريض. وقد يرفض العلاج عندما يكون بأمس الحاجة له. قانون الصحة النفسية يسمح ان يُدخل المريض للمستشفى ضد ارادته. وهذا فقط لغرض التشخيص و العلاج وفي الحالات التي تكون فيها صحته في خطر او يشكل خطرا على نفسه او على آخرين