اضطراب الشخصية الزوراني (الشخصية المرتابة ) Paranoid Personality Disorder

هو نوع من أنواع إضطراب الشخصيَّة ، يتميز  اصحاب هذه الشخصية بالشك وعدم الثقة بالآخرين بصورة  مستمرة 

و هم  شديدو العناد  والعداء. يميلون إلى الإكثار من الجدال يتسمون بالتصلب والصرامة و القسوة  . وهم  محبي للخصام، مشاكسينَ، متزمتينَ، جامعي للإهانات  وغالباً ما يعتبرون الحوادث المتفقه مع وجودهم في حالة ما، أو المصادفة لهم ، أنها موجهة ضدهم شخصياً. يفسرون ما بين السطور من الكلام، ويشكون في النظرات التي تخلو من أي معنى. و تميل تلك الشخصية الى المحافظة على وجود مسافة فى العلاقات الشخصية مع الاخرين , وتتسم هذه الشخصية بالحساسية الزائدة  وعدم احتمال النقد ، والاهتمام الشديد والمبالغ فيه بالمعانى والدوفاع الخفية ، وتحميل الأمور والكلام فوق ما يحتمل وفوق ظاهرة ، وعادة ما ترتبط تلك الشخصية بقدرة عقلية عالية ، وبذاكرة قادرة على تذكر المعلومات ، بتفاصيلها الدقيقة ، وخاصة توافه الأمور التى حدثت فى الماضى ، ولا تميل الى الصفح والتسامح ، و صاحب هذه الشخصية عادة ما يكون  عدواني ومتوتر ويتصف بالتعصب وعدم العدالة وكذلك الغيرة المرضية واللجوء كثيرا للقضاء  و يهتم بالرتب والسلطة  

-- يبدأ هذا النوع من إضطراب الشخصيَّة في أوائل العشرينات من العمر، وهو شائع عند الرِّجال أكثر من النِّساء. ويمثل حوالي 2 - 4 %  من  المجتمع و نادراً ما يطلب المريض المعالجة من تلقاء نفسه.

-- غالبا ما يكونُ تفسير الاضطهاد الذي يشتكي منه المريض هو محاولة الآخرين الحد من نجاحه أو تميزه أو تفوقه .

-- يعتقدون أنَّهم دائمًا على صواب في أي نزاع، ويتهمون الآخرين ويحملونهم كامل المسؤوليَّة في أيَّة مشكلة.

-- تتميز هذه الشخصية بالجدية وتفتقد لروح الدعابة و يفتخرون بانهم عقلانيون  ومنطقيون  وكلامهم محدد الأهداف رغم ان الحقيقة عكس ذلك .. -

-- تفكيرهم يتميز بالإسقاط أي اتهام الآخرين بما يجيش في صدورهم من مشاعر ونزوات والتحيز مع وجود أفكار الإشارة أي الإحساس بأن الآخرين يتحدثون أو يتغامزون عليهم .(تم توضيح الاسقاط سابقا في منشور منفصل عنوانه الاسقاط و كيش الفداء )

-- يفتصر الأذى عند هؤلاء المرضى على الحد الأدنى (السباب ، الشكاوى للسلطات) لأن المرضى يدركون أنه من الحكمة أن يحتفظوا بأفكارهم غير العادية لأنفسهم..

-- ملاحظة : التفكير بعدم الثقة بالاخرين والشك بهم  قد يكونُ سمةً من سمات شخصية طبيعية متلائمة مع المحيط الاجتماعي وناجحة فيه ولكن صاحبها يميل إلى ذلك النوع من التفكير، وما دام الأمر في الحدود المعقولة فإنه لا يصبح مريضا نفسيا بالمعنى المفهوم.

    --- اعراض اضطراب الشخصية الزوراني

ارتياب وشك شامل في الآخرين بحيث تُفسر دوافعهم على أساس من سوء النية، يبتدئ هذا الارتياب منذ  البلوغ الباكر ويتبدى في العديد من الحالات، كما يستدل عليه بأربعة )أو أكثر( من التالي:

-1-شبهات  ، دون مبرر، في أن الآخرين يستغلونه أو يلحقون به الأذى أو يخدعونه

-2-شكوك لا داعي لها حول وفاء وائتمانية الأصدقاءوالزملاء او الثقة بهم . 

 -3-يتردد بالوثوق في الآخرين بسبب الخوف غير المبرر من أن المعلومات ستستخدم بشكلٍ خبيث ضده. 

-4-يستنبط من الملاحظات أو الأحداث البريئة إهانات وتهديدات خفيّة. ( مثال: يعتقد أن جاره يرمي النفايات باكراً ليزعجه).

-5-يحمل الضغائن بصورة متواصلة )أي لا يصفح عن الإهانات أو الأذيات أو الاحتقارات , او الاستخفاف (. 

-6-يستشعر هجمات على شخصه أو سمعته لا تكون ظاهرة للآخرين وهو سريع الاستجابة بالغضب أو القيام بهجوم مضاد.

-7-لديه شكوك متكررة، دون سبب ، في إخلاص الزوج أو الشريك الجنسي. (الغيرة والشك في ولاء وشرف الزوجة دون دليل )

     --- اسباب اضطراب الشخصية الزوراني

أن الأسباب الدقيقة  لهذا الاضطراب غير معروفة

--  يُعتقد أنَّ عوامل الخطر تدمج بين عوامل وراثيَّة بيولوجيَّة وبين عوامل نفسيَّة، فمثلاً وجود شخص مريض بفصام العقل(فصام الشخصية)  في العائلة يزيد من فرص الإصابة بهذا الإضطراب .

--  قد يؤدي ترافق سوء المعاملة والحرمان المبكرخلال فترة الطفولة  مع الاستعداد الوراثي إلى تطور الشخصية الزورية.

-- يكثر بين المهاجرين واللاجئين والأقليات وضعيفي السمع  .

-- ويعتقد أصحاب النظريات المعرفية أن الاضطراب ناتج عن اعتقاد أساسي بأن الأشخاص الآخرين غير وديين إلى جانب غياب الوعي الذاتي ) اسقاط المشاعرالداخلية  السلبية )

     --- علاج اضطراب الشخصية الزوراني

يشمل العلاج النفسي (العلاج بالكلام ) و العلاج الدوائي 

 --العلاج النفسي 

- العلاج النفسي  يساعد هؤلاء الأشخاص على إتباع نمط حياة أفضل، يساعدهم على بناء ثقة مع من حولهم، وتحسين ثقتهم بأنفسهم.

-  الجلسات النفسية هي العلاج المفضل ويجب علي المعالج أن يكون واضح في التعامل مع المرضى كون الثقة والتحمل والانتماء مضطرب لديهم.

- الجلسات الفردية تحتاج لمعالج متمرس ويجب أن يبتعد من إقامة علاقة حميمة

- يجب على المعالج أن يشرك المريض في صنع القرار لبناء علاقة علاجية موثوقة

– قد تكون المعالجة الجماعية صعبة لأنها قد تثير حساسية الشخص الزوري

 --  العلاج الدوائي 

 قد تفيد الأدوية النفسية كمضادات الاكتئاب لعلاج التوتر أو القلق او الاكتئاب.   . ربما يحتاج المريض لعلاج من مضادات الذهان بجرعة صغيرة ولفترة محدودة لعلاج الأفكار الضلالية.

بسبب طبيعة الشَّخصيَّة المليئة بالشكوك وبسبب عدم إيمان الأشخاص بأنهم لا يعانون من أي مشكلة نفسيَّة فنادرًا ما يبحث هؤلاء عن حلول طبيَّة وغالبًا ما يرفضون الإستجابة والتعاون مع العلاج وهذا عائق آخر يحول دون إيصال العلاج الملائم لهم.

     ---  مآل الشّخصيَّة الزورانيَّة

 لا توجد دراسات موثقة عن مآل الشخصية الزورانية, ولكن قد  تستمر مدي الحياة عندالبعض  وربما تكون نذير لحدوث فصام زوراني (  فصام الشخصية ) عند البعض الاخر . لا يستطيع الأشخاص المصابين بهذا الإضطراب بناء علاقات متينة في العمل،او مع  الاصدقاء  وبسبب الشكوك في كثير من الحالات لا يستطيعون الزواج أو المحافظة على علاقة زوجيَّة سليمة و. ربما مع التقدم في السن والنضج وزوال الضغوط ينتقل ذوي الشخصية الزورانية إلي الاهتمام بالأخلاق ويكون توجههم غير أناني مع حب الخير للآخرين.