قصة سيلا من بلد النصارى 01

نزلت السودان عشان اقرا الجامعة وكانت أول مرة أنزل السودان وأشوفه ، مابعرف فيهو شيء غير إنه أبوي سوداني مسلم و أمي إيرلندية من أبوها و أمها فلسطينية ، أبوي إتوفى بدري شديد لمن كان عمري سنتين ، وأمي ماعندها علاقة بي أهل أبوي إطلاقاً ولا بتعرف عنهم شيء ، بتقول إنهم رفضوا زواجهم زمان لأنه أمي مسيحية و كل العائلة وقفت ضدو بس هو إتزوجها بالرغم من كل دة ، كان بحاول مع أمي إنها تسلم بس هي ما إتخلت عن ديانتنا أبداً و إتوفى في حادث مرور في إيرلندا قبل حتى ما أشوفه وأشبع منه ، أمي بتكره المسلمين و بتكره أهل أبوي شديد رغم انه اتزوجها بس ماقادرة تنسى إهانتهم ليها و إنهم وقفوا ضدها و كرههم ليها خلاها هي زاتها ، قمتا و أنا نصرانية درست تعليمي الإبتدائي في إيرلندا .. 

لمن وصلت لسن ١٨ سنة كان في يدي إني أطلع من البيت وأسيب أمي بس ماقدرت أعمل كدة ، زي مابتقول علي أمي إني حنينة دة لمن تتكلم عربي معاي ، لغتي الإنجليزية لا يعلى عليها و لغتي العربية كمان .. والكانت مستغربه ليهو أمي إني أتقنت اللهجة السودانية أكتر منها رغم إنها عاشت مع ابوي سنين ، لكن أنا كنت بحب السودانين ..

ف كان عندي أصحاب جنوبيين كتااار و أصحاب من غرب السودان و أصحاب من الشمالية ، زي ما عارفة إنه ابوي من ديار الشايقية .. 

كنت بقرا مذكراته البكتبها و أشعاره الكتيرة ، كنت بقرا كتير عن قصص يومياته وأسراره الكانت مهمة بالنسبة ليهو بس مامهمة بالنسبة لي أمي .. عرفتا فيها أصلنا ونسبنا و زيادة على كدة أصحابي في المدارس كانوا سودانيين .. بينزلو للسودان وقت ماهم دايرين و بيعرفوا اي شيء عن السودان من اهلهم و من حب أهلهم للبلد .. 

وأنا داخلة على سن ال ١٨ قررت إني أعرف أكتر عن السودان و أكتشف أراضيه و حضارته و مدنه و كيف الناس بحبوهو رغم إنه الصورة الانا خاتاها عنه إنه منفى وإنه بيئة غير صالحة للحياة ، وإنه بلد الديانات فيهو متعددة بس اغلبيته المسلمين ، فيه مسيحيين ورغم كدة اهل ابوي رفضوا زواج امي منه ! 

هل لأنه مسلمين أو لأنه قبيلتهم مابتسمح !

ما كان عندي فكرة عن القبايل ولا عن الإسلام و لا كيف شكل الحياة في السودان ..

و دة السبب الخلاني اقرر اكتشف السودان و أعرف أبوي اكتر ، كلمت امي بقراري و كنت عارفة انها حترفض بس ماعندها حل غير انها تقبل بالأنا عايزاهو لأنه في الأخير أنا حأسافر ، بحب ديني جدا ومتمسكة بيهو و يمكن إني بمشي الكنيسة أكتر من أمي و بحافظ على التراتيل أكتر منها .. 

و أنا إنسانية اجتماعية شديد فما بزعل لمن اصحابي المسلمين ينادوني سيلا النصرانية ، لأني عشت في بلد بحترمو كل الديانات والأعراق بس ماعارفة هناك في السودان حيعاملوني بنفس الطريقة أو حيرفضوني زي ما أمي إترفضت قبل كدة .. 

لملمت شنطي و رتبت أموري للسفر ، بالنسبة لي متحمسة لاني حأكتشف بلد غريبة و قريبة في نفس الوقت .. 

إنسانة زيي بتحب الثقافة والعلم و السفر و الإكتشاف و الطبيعة و الكتب و الموسيقى .. 

أنا خليط بين الجمال و بين الثقافات المختلفة ، كفاية علي نسبي الطويل 

سودانية إيرلندية فلسطينية ، كل البشوفني حيلاحظ للملامح الغريبة و لشعري العسلي فااااتح ، لطريقة لبسي ، و لي لهجتي السودانية بشدة  .

الطيارة على وشك الهبوط ، بتذكر في ملامح أمي الجميلة و عيونها الملونة ، وفي يدي شايلة صورة أبوي الوجيه العيونو سوداء سواد الليل ، بتكلم معاهو وبقول ليهو أنا ماشة لبلدك يا أبوي .. ماشة أشوف بلدك الكتبت عنها دفاتر و أوراق كتيييرة وعايزة أعرف هل بلدك بتستحق كل كتاباتك و كل اشعارك دي ؟