طول الطريق بعاين للشجر و للاهرامات الفي طريق مروي ، ما كان عندي علم انه مروي فيها اهرامات ، لحدي ما وصلنا المكان المفروض ننزل فيهو مع المنظمة ، نزلنا عند اسرة من الأسر الكبيرة ، البيت كان عبارة عن بيوت داخلة في بعضها و بيجمعهم حوش كبير جدا ، المساحات كانت وااااسعه بطريقة مبهرة ، السيد اسمه عثمان الخضر ، بيقولوا انه شيخ طريقة بس ما عارفة يعني شنو طريقة ! دة الأنا سمعته من مهجة وكريستين وهم بتكلموا ، وقفتا جنبهم زي الاطرش في الزفة بحاول افهم حاجة عن الأسرة النزلنا عندها ، استقبلنا الشيخ بنفسه مع زوجته ، كانوا ضابحين لي جيتنا ، سالتا كريستين انتو بتعرفوا الااسرة دي؟ قالت لي هم هنا بيضبحوا لي استقبال الضيوف ، محمد حكى لينا عنهم وقال انه ابراهيم زار مروي كذا مرة مع المنظمة و انه عندهم علم بجيتنا ، قلت ليها محمد بيعرفهم ؟ قالت لي حيكون بيعرفهم لانه صاحب ابراهيم ، وشكلهم جو هنا قبل كدة يمكن قبل ما انا اتوظف في المنظمة ، استقبلتنا مرة الشيخ وضيفتنا مكان النسوان ، و الرجال انفصلوا لمكان براهم تماما ، دة كان في بيت واحد من البيوت الكتيرة الداخله جوة ، بعد ما قعدنا وقدموا لينا الغداء و الشاي و القهوة خلونا نرتاح برانا في الغرفتين الجنب بعض ، لحدي المساء كدة طلعنا الحوش مع نسوان البيت اللي هي ام الشيخ و مرته و نسوان اولاده ، ام الشيخ كانت مرة كبيرة عندها شلوخ في وشها ، همست لي مهجة وسالتها المرة الكبيرة دي ليه عاملة كدة في وشها ؟ قالت لي دي من علامات الشوايقه ، الشلوخ الفي الوش دي وغاالبا بتكون تلاته شلوخ عريضة على جوانب الوش ، بعملوها الحبوبات يا سيلا ، بتميزوا بيها الشوايقه اهل البلد يعني الشوايقه جد جد ، قلت ليها يعني قصدك انا ماشايقيه؟ قالت لي وهي بتضحك انتي كدي ابقي سودانية اول ، واحدة من نسوان الاولاد جابت لينا حاجة اسمها قراصة البلح ، سالت مهجة قبل ما اكلها عن مكوناتها فقالت لي انها بتشبه القراصة بس دي بعملوها من البلح ، قلت ليها بتسمن ؟ قالت لي طبعا بتسمن اذا اكلتيها كل يوم بالسمنة ، لكن انتي حتجربيها بس ، بديت اشيل اللقمة الاولى اتذوقها ، انا اساسا مابحب الحلويات كتير لكن اول ماجربتها حسيت بطعم مختلف ، كانت سخنة و بفوقها السمنة سايحة فما انتبهت لروحي وانا باكل لقمة ورا التانية بشراهة ، مهجة وكرسيتين بقوا بضحكوا فيني ، وبقولوا لي براحه مافي زول حياكلها منك ، مرة الشيخ قالت ليهم خلوها تاكل براحتها ، لغتها الكانت بتتكلم بيها غريبة وانا اول مرة اسمعها ، سالت مهجة المرة قالت شنو ؟ قالت لي قالت لينا خلوها تاكل براحتها ، قلت ليها ليه بتكلموا بطريقه غريبة ؟ قالت لي دي لغة الشايقية هنا كدة ، بجروا الكلام وعندهم مصطلحات كتيييرة ما بتتفهم عايزة شرح انا زاتي ياسيلا مابفهم كلامهم شديد ومرات الا اسئلهم بقصدوا شنو ، لكن هم معروفين عندهم لغة عديل زي الدناقلة والمحس ديلك بقولوا عليهم برطنوا ، قلت ليها برطنوا؟ قالت لي يعني بتكلموا بطريقة مميزة ، باعتبار انها لغة عديييل ، قلت ليها كل الشوايقه كدة؟ قالت لي ايوة الشوايقه الاصليين بكونوا كدة .. قلت ليها يعني اهلي بتكلموا كدة؟ طيب انا حافهمهم كيف ؟ قالت لي الشباب ممكن يترجموا ليك ، وانتي حتفهميهم طالما هم اهلك .. اكلنا القراصة و قمنا عشان ندخل ننوم التلاته جوة ، مرة الشيخ قالت ليهم شرفتونا بزيارتكم بكرة تحضروا معانا الذكر ! مهجة قالت ليها طبعا حنحضروا ، حيكون وين ؟ قالت ليها الرجال في المسجد و النسوان في الحوش الكبير دة ، قلت ليها عفوا قصدك شنو بالذكر ؟ حفلة يعني؟
قالت لي بهجمة ويي!! عاينت ليها مستغربة من هجمتها ، قالت لي الذكر ، ذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام ، انا لسة مافاهمة هي بتقول في شنو ؟ لكن لاحظتا لي مرة ولدها بتكلزها يمى ، البنية نصرانية !
مرة الشيخ فتحت عيونها كويس وعاينت لصليبي ، قالت لي معليش يابنيتي ما قايلاك ما مننا ، الا وشك الصبوح دة بقول انك من ديارنا ..
حسيت انها بتقول في كلام حلو بس برضو ماكنت فاهماهو مع عوجة لسانها دي ! مرت ولدها حست بي مافاهمة شي من البقولوا فيهو ، اتقدمت وقالت لي اسمك منو؟ قلت ليها سيلا من ايرلندا ، قالت لي اتشرفنا ياسيلا نحنا اسرة الشيخ عثمان و ابونا شيخ الطريقة، في السودان هنا في طرق صوفية كتيرة ، نحنا اهل واحدة من الطرق دي ، بنعمل برنامج اسمه الذكر كل جمعه و الذكر دة عبارة عن مديح بنمدح فيهو المصطفى ، وبنصلي عليهو و بعدها بنقدم الاكل للفقراء والمحتاجين ، و بنعمل عصاير طبيعية عشان كدة بيتنا مفتوح ٢٤ ساعة لخدمة المحتاجين ونحنا البنقوم بخدمتهم مع الحيران و طبعا الحيران ديل ( ناس بقوموا بخدمة الشيخ والطريقة بساعدونا نقدم الاكل و الشراب للمحتاجين والفقراء والمساكين ) يعني كأننا بنعمل عزومة اكل كبيييرة كل يوم جمعه ، بعد نصلي الجمعه بنقعد في جلسة واحدة ونمدح النبي و نصلي عليهو ، ما عندنا مانع ابدا انك تشرفينا
وتحضري جلستنا لانه كتار من الاجانب و المسيحين بيحضروا جلساتنا و بياكلوا من اكلنا ، و نحنا ابدا ما بنعارض حضورك اذا انتي حابة تحضري و اذا ما حابة البيت مفتوح ليك وممكن تاخدي راحتك براك بدون ماتحضري البرنامج انتي و كريستين ! ..
انبسطتا شديد بكلام البت دي ، حسيت بيها زولة فاهمة و مثقفه قدرت تتكلم معاي بكل لطافة واحترام وتفهمني بي ابسط الطرق ، رغم انه لسة مافاهمة الكلام البتقول فيهو لكن احسن شيء عشان افهم اني احضر الحاجة الاسمها ذكر دي ، وافقت على اني حاحضر لكن كريستين رفضت وقالت انها حتكون قاعدة جوة في الغرفة ، ونحنا داخلين ننوم بعد ما ودعناهم مهجة سالتني اني ليه قلت اني من ايرلندا ، قلت ليها عشان اتجنب الاستنكار الحيحسوا بيهو اذا عرفوا اني من بلدهم كمان ،..
..
جا الصباح و صبحت علينا مرت ولد الشيخ ، جابت لينا الشاي مع لقيمات حااارة ، وجابت لينا معاها تياب عشان نحضر بيها الذكر ، وانا واقفه في الشباك شفتا محمد وابراهيم طالعين مع الشيخ واولاده للمسجد ..
وساحة البيت اتملت نسوان كتار ، جايبين معاهم حلل عملاااقة ! افضل وصف يوصفها انها عملااقه ! بدوا يطبخوا من الصباح و يعملوا شوربة ورز و لحم ، النسوان ديل كانوا منظمين اكتر من النااس البشتغلوا في صالات العرس ، حقيقة لي وحدة حافظة دورها كويس ، البتعمل الاكل والبتفت العيش و البترص صحانة الاستيل و كلهم ايدي عاملة واحدة !
انا بالشباك كنت بعاين للتنظيم البحصل في الحوش دة ! الشغل المرتب بالطريقة دي ! هل الناس ديل متعلمين؟ ولا الطريقة هي العلمتهم النظافة والترتيب؟
كانوا بجهزوا الاكل وبستلموهو الشباب الصغار من الباب عشان يودوهو الجامع ، مع العصاير البلدية البقدموها ، لحدي الصلاة ما جات كان فعلا كل الناس اكلوا ! الجوة البيت و البرة البيت ، و اي زول كان بيدخل البيت بدون استئذان لانه معروف دة بيت شيخ عثمان ! الشحادين ، و المحتاجين و الأسر المتعففة الما بتمد يدها ، حرصت مرت الشيخ انها ترسل اكل لي اي اسرة في بيتها ! ..
ماحصل شفتا كرم بالطريقة دي ابدا ! و ليه الناس ديل بقدموا الاكل دة مجانا ؟
ليه مسؤولين من انهم يأكلوا الاف الأسر و كل يوم جمعه؟
..
بعد الاكل ما اتوزع والناس كلها شالت اكل براحتها ، جات تسوقني مرت ولد الشيخ لقتني لابسة التوب وما خاته الصليب ، حبيت احترم عاداتهم زي ما هي احترمتني وفهمتني وحدة وحدة ، انبسطت انه المكان برة اترتب واتنضف وكأنه ما كان فيهو جوطة الاكل الكتيرة دي! مستغربة جدا من الدقة والنظام الحصل في ثواني واختفى ، كيف اي زول حافظ دوره ! و بيقوم بيهو بدون ما يتطلب منه ! ..
قعدتا في الارض جنب مهجة ، في الفرشة الخضراء ، النسوان مرصوصين حلقات دائرية مرتبه و في زي تلاتة نسوان في النص شايلين حاجة اسمها الطار ، قالت لي مهجة الحاجة دي صوتها زي الدلوكة بس اقوى ، بيضربوها بي يد واحدة ، و النسوان التلاته ديل اسمهم مداحات ، اصواتهم جميلة و بمدحوا بعد شوية حيقولوا مديح يعني ! رفعت ليها حاجبي يعني شنو مديح؟ قالت لي ياهو الذكر ، قلت ليها مجهة انتي غبية؟ قعدت تضحك قالت لي افهمك كيف بس ! يعني شعر مكتوب في النبي ، قلت ليها شعر ؟ قالت لي سيلا خلاص هس اسكتي المرة حتبدا وانا كان شرحتا للصباح انتي ماحتفهمي شيء ، سكتا عشان اسمع الحاجة الاسمها مديح ، بدت المرة تقول :
المصطفى مني ليك سلام * يا طب القلوب يا شفاء الأجسام
يا رب الأنام صحي قلبي النام * يلقى الاغتنام لو كان في المنام
ثنيت يا بنون بي من حاجبه نون *الممدوح في نون ذاك بحر الفنون
خير المرسلين بيك متوسلين * للمخلوق يلين للخير واصلين..
...
بعاين للنسوان متأثرين بالقصيدة البتقول فيها المرة دي ، وحدات كانوا ببكن ! وحدات كانوا مستمتعين بي القصيدة ..
يادوب فهمتا يعني شنو مديح ، يعني انهم يقولوا صفات نبيهم و مع نهاية كل مدحة كانوا بقولوا صلوا عليه ، فكل الحضور كانوا بقولوا عليه الصلاة والسلام ..
...
اول مرة اشوف الجانب دة من المسلمين ، إتسائلت اللحظة ديك هل اهل ابوي زي اهل الشيخ ديل ؟
انبسطت بالقعدة معاهم ، لانه كانت حاجة مسلية بالنسبة لي و روحانية بالنسبة ليهم ، لحدي ماوصلنا الغرفة لكريستين مهجة كانت مبسوطة بالذكر الحضرناهو دة و انا حسيت بالجوع يادوب ، خليتها تدخل لكريستين وانا مشيت لوحدة من النسوان القاعدة جنب الحلة الكبيرة قلت ليها لو سمحتي يا حيرانه! اتلفتت تعاين لي مخلوعه ! عرفت اني غلطتا في الكلمة اكيييد ، بقيت اتذكر انه البت قالت اسمهم حيران مش مفردها حيرانه يا سيلا ؟ لكن نظرت المرة كانت بتقول اني نبذتها عديل ؟ سكت وعاينت ليها قلت ليها ياخالة ممكن تديني اكل ؟ قالت لي هيي ماتستأذني مننا ، وطوالي شالت الصحن تكب لي ، عاينت لي تاني وقالت لي دايرة تاكلي شنو ؟ قلت ليها فتة ، عاينت لي بطريقة انتي متأكدة انك عايزة فتة؟ عرفت انها بتفكر في راسها البت الخواجية دي حتقول دايرة فتة وماحتاكلها، قلت ليها ياخالة عايزة فتة باللحمة ، قالت لي سمح وفتت لي عيشة وكبتها لي سخنة مع الرز واللحمة بفوق وهي بتناولني ليها قالت لي ، ينفعك محل ما تقبلي المليان بي لا اله الا الله ، مافهمتها قصدها الاكل ولا قصدها شنو ؟ لاقيت مرت الولد ماشة في الحوش طوالي جريت وقفتها ، قلت ليها معليش لكن المرة دي قالت لي كدة قصدها شنو؟ قعدت تضحك وقالت لي قصدها صحنك دة ، قلت ليها صحني؟ قالت لي ايوة الفتة دي ونحنا بنعملها بنكون بنذكر لا اله الا الله لحدي ما تنجض عشان كدة اكلنا مليان بي اسم الله ،..
بعد فهمتني ومشت ، انا بقيت اعاين للصحن ربع ساعه لمن الاكل برد ، بعدها ختيت اول لقمة و تاني لقمة لحدي ماخلصت الاكل كلو .. ماعارفة هل السر في الحاجة البعملوها دي ولا الاكل لذيذ فعلا ! ..
..
ماقدرت انوم ليلة الذكر دي ، بتذكر في تفاصيل اليوم كلو و ماعارفة هل الناس ديل بتعبدوا بطريقة زايدة ؟ ولا اي مسلم عندو طريقه لإسلامه وفي النهاية الاسلام واحد ! البهمني اعرف اهل ابوي عايشين كيف !
..
انتظرت الصباح يجي عشان اقابل محمد ، و أسأله حيوديني ليهم متين ! قال لي انه الليلة حنمشي ليهم لأنه الشيخ اساسا حيمشي يعزيهم !
قلت ليهو عندهم عزاء؟ قال لي انه في واحد من اولاد اهلي اتوفى ليهو اسبوع والشيخ كان مسافر ورجع فحيمشي يعزيهم ويرجع ، نحنا حنرجع مع الشيخ وانتي حتقعدي هناك شوية ، قلت ليهو كيف اقعد هناك ؟
قال لي حتقعدي مع مهجة هناك ، هنا الناس متعودين يستقبلوا المنظمات و عارفين انهم بنزلوا ومرحب بيهم لكن طبعا اهل ابوك شوية صعبين لانهم عندهم تجربة قبل كدة ! قلت ليهو قصدك امي لانها كانت شغالة في منظمة واتعرفت على ابوي لمن نزلت في بيتهم ! قال لي اي دة القاصده ، عشان كدة انا حارسل معاك مهجة وانتي خليك معاها في المشية والجية ، تمام !
ابيت اقول ليهو تمام ، لاني عارفة اني منتظرة بتين اصل واشوفهم واواجههم !
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع