من بيت الشيخ مشيت لي بيت اهلي ، دقينا الباب و فتحت لينا بت صغيرة شعرها طويييل وحرييري ، مهجة سألتها من اسم نعمات فالبت فضلتنا لجوة ، دخلت بيت اهل ابوي للمرة الاولى في حياتي نفس طريقة البنيان بتاعت بيت الشيخ ، بيت كبير جواهو بيوت كتيرة صغيرة مفصولة بي ابواب و شجر كتير مزروع ، و سكون لأبعد الحدود .. البت الصغيرة وصلتنا لي بيت نعمات عشان نعزيها في ولدها اللي هو ولد عمي ، سلمنا عليها و عزيناها في ولدها ، كنت لابسة بنطلون اسود وبلوزة سوداء وفاكة شعري لكن خاته طرحه احتراما للحزن العايشين فيهو اهل الميت ، من جهة الرجال دخل محمد مع الشيخ وحيرانه يعزوا الرجال ، انا ومهجة كانت معانا مرة واحد من اولاد الشيخ ، عرفتنا على نعمات ، و بناتها اخوات الميت ، قالت ليها اننا منظمة ونازلين وعندنا بحوث بنعمل فيها ، فرحبت بينا بكل احترام ، قالت ليها اننا حضرنا الذكر معاهم ، فنعمات طلبت منها انه يجوا يعملوا حلقة تلاوة قرآن في الحوش لي ولدها ، مرة ولد الشيخ وافقت و قالت انها حتلم النسوان و حيجوا يعملوها في البيت ، قامت مرة ولد الشيخ عشان تمشي و قالت لنعمات انها حتخلينا معاها ، جزء من بحثنا اننا نتعرف على العادات بي اكملها الحزن و الفرح ، بعد طلعت مرت ولد الشيخ من البيت لحقتها مجهة ، وقفت مهجة انتي ماشة وين؟ قالت لي محمد قال انتي حتقعدي براك ، قلت ليها لا قال انتي حتكوني معاي ووصاني ، قامت مسكت يدي وقالت لي سيلا ، ديل اهلك و انتي جيتي عشانهم ، محمد مشاكي عشان ماتعصلجي هناك وتخافي ، لكن هو عايزك تتعرفي على اهلك براك وبدون مازول يدخل في خصوصياتك ، نحنا حنمر عليك كل يوم وحنتواصل بالتلفون لكن دي شنطتك انتي حتقعدي هنا ، و لو حسيتي انك اتضايقتي بيت الشيخ قاعد ، المهم راحتك ، عايزة اتكلم وقفتني تاني وقالت لي سيلا ديل اهلك و انتي مامفروض تخافي من اهلك مهما كان ، اعرفيهم براك و اتعرفي عليهم ، والسؤال الجيتي عشانه ابحثي عن اجابته براك ، انتي محتاجة تكوني براك في الوقت دة بالذات عشان افكارك ما تتشتت ، ودعتني ومشت وانا كنت حاسة بخوف رهيب وانا واقفه في الحوش براي ، واقفة براي زي عشرة دقايق جاتني تاني البت الصغيرة الشعرها طويل بتنادي فيني بتقول لي امي بتناديك قالت ليك الحر ادخلي جوة ، مشيت معاها جارة شنطتي ومستاءة من محمد الورطني ..
دخلت وقعدت مواجهه نعمات ، قالت لي اسمك منو؟ قلت ليها سيلا ، قالت لي من وين ؟ قلت ليها ايرلندا .. قالت لي اول مرة تجي بلدنا؟ قلت ليها ايوة ، سألتني اذا بعرف ابراهيم فقلت ليها بعرفوا ، قالت لي كان بجي هنا طوالي .. سالتها عن سبب وفاة ولدها فقالت لي انه حادث سير ، بقينا نتونس شوية شوية ، بعدها قالت لي بتها الصغيرة تمشي توصلني بيت جدو ، تقريبا هو جدي كمان ! ساقتني الطفلة ومشينا لفينا لحدي ماوصلنا باب جدو ، دخلنا طوالي اساسا الباب فاتح ، جرت الطفلة عشان تحضن راجل عجووووز مشلخ بنفس شلوخ حبوبة الشفتها ! راقد في سريره و شعره الابيض كاسي راسه ولحيتو ، اما حبوبة فشعرها خليط من الاحمر والابيض مع شلوخ وشها السمحة ، فعلا الشلوخ ان دلت فبتدل على الجمال والوسامة ، حضنت جدها مبسوطة و انا كنت واقفه بعاين ليهم ، هو نفسه جدي بس انا منبوزة بالنسبة ليهم ، ماقدرت اقرب منهم لانه ماعندي مشاعر بتجمعني بيهم زيهم بالضبط ، قالت ليهو جدو دي ضيفه خواجيه ، اتلفت يعاين لي بعد تعب ، قال لي ادخلي يابتي حبابك ، دخلت وانا بتفرج على منظر الراكوبة العريق و الحاجات المعلقة في السقف والجنبات ، قعدت في السرير المواجه لي سرير حبوبة النايمة و لسريره الراقد فيهو ، ابتسمت ليهو وقلت ليهو اهلا ، مي قالت ليهو جدو قالت حتقعد معانا ايام ، قال لي حبابك مرحب بيك ، اسمك منو و من وين؟
لمن سألني السؤال دة ، حسيت بي العبرة وقفت في حلقي ، ماعارفة ارد ليهو بشنو؟ اقول ليهو انا بت ولدك ابراهيم؟ ولا اقول ليهو انا بت النصرانية؟ ..
ماقدرت اعاين ليهو وارد فحاولتا اشتت نظري وانا بقول ليها سيلا من ايرلندا ، رحب بي تاني وقال لي ادخلي ارتاحي جوة ، قال لي مي سوقيها ترتاح من تعب السفر ، فساقتني دخلتني في غرفة فيها سرييرين ، قالت لي هنا بتنوم اختي معاك ، قلت ليها اختك وين هسي؟ قالت لي بتخدم هناك في بيت سيدة عمتنا ، قلت ليها قصدك من البيوت الجوة دي؟ قالت لي اي لكن بتجي تقعد معاك عشان ماتقعدي براك ، اختي دكتورررة شاااطرة ، ابتسمتا ليها لانها كانت مبسوطة وهي بتقول لي اختي دكتورة وكانها بتعتز بيها .. انتظرت اختها تجي لحدي المغرب جات راجعه ، ماعارفة هل خدمتهم كتيرة ولا لانه في عزاء ، دخلت سامية وسلمت علي ، سألتني عن نفسي و انا سألتها عن نفسها ، فطلعت انها خريجة جامعه الخرطوم وانها دكتورة شاطرة فعلا ، قالت لي انها رجعت البلد بعد ما اشتغلت هناك لفترة ، رجعت حاليا لعرسها الكان قريب لكن اتاجل لظروف الوفاة ..
عزيتها في اخوها ، قالت لي انه قضاء وقدر .. لاحظت انهم ناس متماسكين وقويين وما شكلهم بتكسروا بي سهولة ! كنت حاسة بجمود و قسوة ظاهرة في وشوهم او يمكن انا الماقادرة اشوفهم لطيفين؟
عديت يومين في بيتهم ما بشوف اي حركة بتوحي انه البيوت مسكونة ، الا الطفلة مي العاملة جو لجدها وحبوبتها ، بتشاغلهم وتهظر معاهم و تلعب معاهم و فعلا مالية عليهم الدنيا ..
انا بديت اقضي وقتي مع مي ، لانه البيت مافيهو زول ممكن اتونس معاهو و استلطفه غيرها ، سألتني عن الصليب الاابساهو ، رغم انها طفلة بس بتسأل أسئلة جريئة جدا ، قالت لي ليه لابسة صليب ! قلت ليها لاني مؤمنه بيهو ، قالت لي امي بتقول البلبسوا الصليب ناس جاهليين ، قلت ليها انتي طفلة كيف تتكلمي كلام كبير كدة ! عارفة يعني شنو جاهليين طيب؟ قالت لي يعني ما بعرفوا الله وين ، قلت ليها لكن نحنا بنعرف الله وين ! قامت سكتت و فكرت مسافة تسألني شنو ، قالت لي يعني انتي هسي بتعبدي الله ولا الصليب؟
حسيت بي انه مي عندها مخ بت كبيييرة عكس تصرفاتها البريئة كيف بتفكر في أسئلة زي ديي؟ وهي طفلة؟
قلت ليها هسي انا ماسألتك عن دينك ، انتي ماتسأليني عن ديني لانه الكلام في الاديان عيب ، عاينت لي وسكتت وقامت جارية وهي جارية بتقول لي لكن انا مسلمة وانتي كافرة ، فقبضتها امها في الحوش بتكورك لي ، امها شافتني غضبت قدر شنو فمسكتها دقتها قدامي وقالت ليها كيف تناديها بالكافرة ؟ يمكن شاكلتها عشان قدامي بس ! و اساسا مي لو ما اتربت على المفاهيم دي ما كان بتتكلم معاي بجرأة زول راشد !
قفلت باب الغرفة وانا ولا مهتمة لدقة مي ، رغم اني زعلت ليها ، المساء جاتني اختها الكبيرة سامية قعدت جنبي عشان تعتذر لي على تصرف مي ، فبررت ليها انها طفلة وانه الموضوع مابستحق ، قالت لي انه في بيتهم المواضيع دي حساسة و بدت تفتح لي قلبها وتحكي لي عن عمها الاتزوج نصرانية ، صلحت قعدتي وسألتها بي استغراب عندك عم اتزوج نصرانية؟ قالت لي اسمه ابراهيم ، القصة حصلت زمااان لكن ناس البيت ماقادرين ينسوها للآن ، قالت لي انه في منظمة كانت عاملة بحث عن اهرامات مروي ، ونحنا بطبيعتنا بنستقبل الزوار وبيتنا كان مفتوح زي بيت سيدنا الشيخ ، لكن من يوم جات جورجينا ودخلت حياة ناس جدي قلبت الموازين كلها ، حباها عمي ابراهيم حب شديد واتعلق بيها وكتب عنها اشعار كتيرة قالوا انها كانت جميلة شديد وبتخطف الانظار بجمالها ، تقريبا عمي افتتن بيها ، وهي حبتو برضو ، وكانت المشكلة انها ما اتنازلت عن دينها و اهلنا هنا صعبين رفضوا زواجهم بالطريقة دي و قالوا ليها نحنا متقبلينك لكن بشرط تسلمي ، ابت انها تسلم وقالت انه الدين مصدره القلب وانها اذا ما اقتنعت بي حاجة ما ممكن تؤمن بيها ، لملمت حاجاتها وقررت تسافر وترجع بلدها ، هنا عمي وقف في وش اهله وقال الا يعرسها وانه ماعنده مشكلة يعرسها وهي نصرانية ف جدي قال ليهو لو عرستها انت ما ولدي وما حتدخل البيت دة تاني ، اصر انه يتزوجها ، و هم اصروا على موقفهم والنتيجة انه عمي اتطرد من البيت للأبد و مالاقى اهله وبعد فترة من زواجهم سمعنا انه جاب بت و اتوفى بعدها الله يرحمه ، تاني ماعرفنا عنهم اي شيء ولا عن بنته الجابها ، قلت ليها واهله ماحاولوا يوصلوا ليهو ولا لبته؟
قالت لي ابدا ، حبوبة كانت بتطراهو كل يوم ، كانت بتحنس جدي عشان يسامحه ويرضى عنه لكن هو ابى وكان زعلان منه لحدي ما مات ، حبوبة لانها ام والأم مابتنسى ولدها بالساهل رغم انه فضل مرته على اهله ، لكن حبوبه كانت بتتذكره كل يوم وتبكي عليهو براها ..
مافي زول بتذكره هنا زي حبوبة و ببكي عليهو زيها ، سمعتا انه اول ما اغترب مع مرته النصرانية رسل ليها جواب ، بيسأل عن اخبارها و كاتب تحته شعر شايقي ، الجواب دة للآن عندها كل ما تفتحه تقعد تبكي وتحرق قلبها ، بتقول ليهو انا عافية عنك وراضية عنك ..
وتترحم عليهو ، لكن جدي بمنع عنها حتى الرحمه عليهو ، ماخالي ليها ولا ذكرى من عمي ابراهيم الا شوية صور ليهو وهو صغير ، و الجواب والوحيد دة ..
حسيت اني عايزة ابكي ، لكن اتماسكت قدام بت عمي سامية و قلت ليها عشان كدة البيت دة حزين ، البيت دة مما دخلته والحزن واضح عليهو ، قالت لي اسفة اني خربتا مزاجك بقصة عمي لكن قلت لازم ابرر ليك موقف اختي الصغيرة وانها اتلفظت معاك كدة لانه جدي ربانا على كدة وغرس جوانا الفهم دة ، طبعا انا ما بنصره ولا بأيييده لكن هو راجل كبير ولازم احترمه و اسمع كلامه ، قلت ليها وهو كيف احترمني وسلم علي ! قالت لي ايوة بسلم عليك بكل احترام لكن بكون شايفك كافرة فعلا !
ضحكت وقلت ليها جدك زول غريب فعلا !
قالت لي قدرت اوضح ليك الحاصل عشان ماتزعلي وانتي في ضيافتنا ، قلت ليها شكرا لانه لو ماتوضيحك كنت فعلا زعلتا ! ..
و شكرت الرب على الموقف الحصل لي مع مي و بسببه عرفت قصة ابوي ، باقي اعرف الجواب الكتبه لي حبوبة و كان محتواهو شنو ؟
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع