اغنية " مليّتْ مليّتْ يا أب شرا مليّت من قُعاد البيتْ"

  هكذا تبدأ الفتاة أغانِي السيرة السودانيّة في رحِلة البحثْ عن "عرِيس" وقدْ تختلفُ المواصفاتْ من واحدة إلى أُخرى، فـ إحداهُن تطمَحُ إلى الغنيّ  " يُما زوري لي زيارة الأحد يجينا ود راحات يوقِّف العربات" وأُخرى  تُفضِّل الوسامة مُغرّدة" يُما زوري لي زيارة الخميس الأخدر اللّبيس الـ خلَّ قلبي هِريس" ثمُ تبدأ المواعيد الغراميّة "الساعة خمسة يا حبيب ما تنسى" هذا وبعد أن تمَّ الإجماع عليه بواسْطة لِجان المقاومة المُتمثلة في صديقاتِها تبدأ تُفكِّر في كيفية جذبِه وتختلِف الطّرق حسب كيمياء العرِيس المنشود" أنا بجيبو بي غادي أنا بذِّكرو الماضي  أنا بصافحو بالقاضي " أو رُبما " أنا بجيبو بالصالون أنا بشرِّبو الليمون أنا بصافحو بالقانون " وفي حال لم يحدثُ أيّ تفاعل فالأمرْ متروك للشيوخْ " بجيبو برايا أنا بي بخرة ومِحايا  ".

ومِن المُسلّمات المفروغ مِنها لأن أحببت ضب ستجِد من يُحبُّ جِلده التُرابِي معك فتبدأ المُنافسِة بين الشلابّات في جوٍ نزْيه تحت المادّة 113 من قانونْ الشلابّات الدولي والذّي ينُص على " ما دام ما عقْد عليك يِبقى حقنا كُلّنا " وتأخذه عنوةً وإقتداراً  من الحبيبة تحت شعار "ما شلبتو أنا عجبتو "  فتُرثي الأخيرة نفسها  "شال قلبي سلبو ومشى وخلاني مدروشة.. من ديك غلبني الأكل أنا لا فطور لا عشاء" ولا عزاء لها عندما تسخر منها صديقاتها إلاّ " ما كعب الشلب كعب الراجل البتشلب خفيف زي شاي البكاء " .

فِي زاوية آخرى يبدأ التجهيز لحفل العريس المشلوب وسط إطراء لا يخلو من الكذِب والمُبالغة " هوي بي ولا شراب سجار وهوي بي ولا لعاب قُمار وهوي بي وراجِل ود رجال يالله تتمو ليه" وفِ رواية أخرى " يا فلانة الله أداكِ يا ناس عديلة عديلة تاني ما بتمرقِي براك يا ناس عديلة عديلة وفلان القيافة معاك يا ناس عديلة عديلة" وهو لا يمُت للقيافَة بصلة؛ ولمُكافحة التنْمر والتعليقاتْ الجانبيّة تجدها تُعزز الثقة في نفسه قائلة" خليهم يقولو كتير ما الناس بقولو ودا حبيبي البدورو البغرق في بحورو أخش النار وأطولو إنت بحر السماحة ويجي العُشاق يزورو " وهو أيضاً لا يمُت للسماحة بِصلة. 

تكتِمل مراسم العُرس وينتقل العروسين إلى عِش الزوجية حيث تشارِكهم ذات العُش النسيبة والحماة فـ تتغيّر طبقة الصوت إلى" أمو تعاين ليّا وأختو تصرصر ليّا وقلت ليهم ما تخافو فلان دا مصيرو ليّا تعيش أختو الفِتيّة تغسل وتكوي ليّا "  هذا وتشتهر النسبية بالنقّة في كل أرجاء البلاد فتجد حظاً أوفر في " إن مرقت تِناضم وإن دخلت تِناضم وليدها شِن جاب لي أنا غير كيس الطماطم" وتحتدْم الخلافات بينهن بطريقة تُشيِّب رأس الزوج مما يجعلهُ يقضِي طوال وقته في العمل حتى تظهْر زميلة لهُ تحسم الفارغة وتوهمهُ أنها تُخفف ضغط زوجتة وأمه عليهِ ف يقع فريسةً لها ويتمْ شلبهُ مرةً أُخرى لكن المنافسة ليست نزيهة هذه المرّة " هيييييي شمشرة راجل المره دا حلو حلا " ولأنّه لا يمتلِك الشجاعة الكافية لمواجهة زوجته الآولى بخبر زواجه من الثانيّة تجده يكتِب لها  وتقرأ هيّ " رسل لي جواب بالبوسطة الليلة آذاني أذية كاتب لي عليهُ عرست الليلة اذاني أذية وانا منو ما إتجرست" وأنوهْ إلى أن عدم الجرِسة هنا لأنّه في الآساس لم يكُن ملكها وإثبات لنظرية "راجل الشلب بلف وبتشلب" فـ تعزُف عنهُ وهي بكامل قناعتها " خلينا الريد والجمجره رجال شنو الرجال أذى ".