Search This Blog

468x60.

728x90

قصة سيلا من بلد النصارى 11


ما تميت دقيقة من هجمتي جات مرة مارقة شايلة حاجة اسمها ( الحربة ) حاجة كبيرة كدة من الحديد اظن لي ، ضربت بيها الارض ومكان الحفرة و بدت الزغاريد السودانية تنتشر في كل مكان و بصوت عااالي ، جسمي اقشعر لمن شفتا المنظر و النسوان بزغردتوا ، بعدا مرقت الأم الوالدة وكانت ملفلفة بالتوب كويس و جنبها واحدة شايلة الطفل وبي وراهم وجنبهم النسوان الكبار ماشين زافنها ، والزغاريد مالية الدنيا كلها ، اتقدمتهم المرة الشايلة الحربة ورفعتها فوووق للشمس و تاني ضربت بيها الارض و كل ما تعمل كدة في حتة الام والطفل بيقيفوا في نفس الحتة الضربتها ، ووصلت لنهاية الخط و لحدي مارجعت المرة تاني وضربت الحفرة بعدها رفعت الحربة وسكتت ، شالوا الطفل ختوهو جنب الحفرة على جنبة واحدة كدة وانا هنا بديت اصدق حنان جد جد و هي كانت بتعاين لي بعينها ونظرتها يعني شايفة كلامي طلع صاح ولا لا ؟ 

للحظة حسيت الطفل حيتدفن ؟ طيب محتفلين بيه ليه؟ ولمن خلاص جسمي تلج ، بعد شوية على جنبة الحفرة التانية شفت بت مولودة برضو ختوها على جنبه واحدة ، هنا الزغاريد علت و زادت ( وانا كنت مهجومة مافاهمة حاجة و حنان بتعاين لي لسة وبنظرة خبث و عايزة تضحك )

جابوا موس و بعد شوية فصدوا الطفل لمن نزل الدم و هو بكى ، بعدها رفعوهو و دخلوا بيهو جوة و الطفلة شالوها و الام لحقت طفلها ودخلت ، هنا النسوان بدوا يغنوا ويرقصوا جوة الحوش والاطفال برضو ، وبدوا يباركوا لي ام البت الولدت ، على انه المولود ذكر .. 

جريت حنان من يدها وقلت ليها تعالي هنا فهميني حاصل شنو هنا ؟ ليه مادفنوهم ؟ .قعدت تضحك وقالت لي انتي صدقتيني يعني ، قلت ليها هاها ها ياظريفة ، مادايرة بياخه معاك اشرحي لي سريع والا بكلم امك هسي بالعملتيهو معاي، قالت لي دي عاداتنا هنا كدة بختوا الطفل جنب الحفرة و لو ختو في وشو طفلة معناها هو ولد و لو ختوا في وشو ولد معناهو هو بت ، قلت ليها و ليه الحفرة ؟ قالت لي بعملوها كدة جوة البيت او قدام عتبة البيت ، قلت ليها والمرة ديك بتعمل كدة ليه ؟ قالت لي ماعارفة لمن اكبر و اعرف بوريك ؟ 

قلت ليها خلاص امشي وفكيتها وتاني مسكتها قلت ليها كدي تاني تكذبي علي وتخوفيني كدة ، جرت وهي بتضحك عشان تلعب مع القدرها ، وهنا خلاص بدوا الرجال يضبحوا التيس و الخروف و يجهزوا العصاير حقتهم .. العصير العجبني اسمه تبلدي ، شفت لونه ابيض و لمن كريستين شالت شربت منه أنا حبيت اجربه رغم اني مامتوقعه النتيجة كدة بس جربته و كانت عصير رهيييب و طعمه لايقاوم ، اليوم داك اكلتا اللحمة الشية ولحمة الصاج و شبعتا من الشطة الحاارة الاسمها قبانيت ، و فعلا كان يوم رااائع برغم تعبه و تعبنا الوصلنا بيهو البيت مهدودين لحدي ما صحيت الصباح على رسالة من محمد ( الساعة ٢ يا نوااامة) نوامة دي ذكرتني كلامه مع خطيبته البكرها فأبيت ارد ليهو اساسا ، قلت اطلع براي فمشيت لبستا و جهزتا والمرة دي لبستا توب من خالتو وانا الطلبته منها بعد ما عجبني التوب في المرة الأولى ، لبستو وحاولتا الفه في راسي او الفحه زي ما بتقول خالتو ، وطلعتا برجليني اتمشى شوية ، في الشارع لقيت راكوبة في بداية الحلة ، ماعرفتها بيت او مكان استراحه ، راكوبة مفرشة تحت بسجاجيد كان فيها شاب اسمر لابس جلابية نضيييفه بيضاء قاعد في الأرض و بيقرا في المصحف ، أول مرة في حياتي كان أسمع فيها التلاوة والترتيل القالت لي عنه فاطمة وانه محمد بيتلي بي صوت حلو ، الشاب دة كان بيقرا بصوت جميل عجبني اللحن البردده ، زي ما بتسميه فاطمة ترتيل ، اتشديت لي الصوت و لطريقة القراءة و بقيت منتبهة بسمع بدون ما اعمل صوت عشان ما ازعجه لاني عارفة انه هو هسي محتاج لهدوء طالما هو في دار عبادة ، ربعتا يديني وواقفه بسمع فيهو ، جاني صوت من وراي كان بردد في نفس كلام الزول الجوة ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية ) 

اتلفتا مخلوعة لقيته دة محمد ، محمد صوته الواحد دة معقول يختلف كدة ؟ 

كمل الاية وقال صدق الله العظيم ، وانا مهجومة بعاين ليهو ، و برضو الزول الجوة كان كمل قرايته لانه قام على حيله ، و بدا يكبر و يعمل حركات الصلاة ، انتبهت ليهو وخليت محمد وراي .. 

الزول دة كان شاديني بقوة ماعارفة ليه ! 

فجأة اسمع محمد بقول لي ، سيلا ما حصل حاولتي ولا مرة إنك تعرفي المصحف جواهو في شنو ؟ 

قلت ليهو لا و لا عايزة احاول ، قال لي ليه ؟ 

قلت ليهو لأنه أنا ما عايزة اعرفه ومامهتمة بيهو ، أنا عندي دين ولا عندي ولا ذرة شك في إنه يكون ناقص او محرف زي مابقولو المسلمين .. 

قال لي سيلا بس أنا قريت دينك كله ، قريت الكتب الإنجيلية كلها بطرس و يوحنا ..

قلت ليهو ولمن قريته ؟ 

قال لي ما حسيت بالرهبة الحسيتي بيها انتي هسي ، قلت ليهو انا ما اترهبتا ، بعدين انا وقفتا لانه صوته حلو بس حتى ما متذكرة ولا كلمة من القالها لكن صوته جميل ، قال لي ماعلينا شكلك ما بتحبي النقاش في الدين قلت ليهو اطلااقاااا ..

قال لي اسمه الفقي ياسين ، وبقولوا ليهو فقي لأنه حافظ القرآن كتابة و حفظ .. 

قلت ليهو عايزة ارجع البيت ، قال لي مالك طيب؟ قلت ليهو زهجتا بس انا ماشة واتقدمته في خطواتي ، و فعلا ما بحب زول يفتح معاي سيرة الدين او ندخل في نقاشات دينية دة السبب الزهجني من محمد اليوم داك ..

رجعتا البيت و مروا علينا ٤ ايام ونحنا في جبل مرة و جا اليوم الخامس و زي ما بتسميهو خالته نفيسة اليوم الميمون لأنه بتها سعاد حتعرس خلاص .. 

لبسنا ومشينا ليها في بيتها وبعدها ساقتني انا وكريستين و مهجة عشان نشوف بيت سعاد العروس ( كان مجهز من تلاتة قطاطي و حوش و حمام وقطية للنوم وقطية للمطبخ و قطية للاستقبال ) 

زي ما بنسميها في ايرلندا شقة بسيطة ، فقالت لي انهم حيجيبوا ليها الشنطة الليلة بالليل مع العريس ، ما كنت عارفة قصدها شنو بالشنطة ؟ 

فلمن هزيت ليها راسي، قالت لي الشيلة اسمها شيلة بجيبها لي عريسي محمود الليلة فيها حاجاتي وهدومي و ريحي ، قلت ليها يعني ما اخترتيها انتي ؟ قالت لي اختاروها لي اخوات محمود وامه ، و نحنا جهزنا الريحة ( قلت لي كريستين قصدها شنو بالريحة كل شوية شوية؟) 

مهجة سمعتني بهمس ليها فضحكت وقالت لي الريحة دي عطور بعملوها للعروس ، للعروس بس عشان كدة مميزة و بتجي للعروس براها في الشيلة .. 

يلا ارح يابنات نجهز مع النسوان هناك الاكل ، ساقتنا مهجة انا وكريستين مشينا قعدنا في حوش الخدمة زي مابسموهو ، مهجة ادتني سكين و جردل كبييير مليان بصل قالت لي قشري معانا قلت ليها دة كلووو ؟ 

لكن انا بكره البصل ، عاينوا لي هي و كريستين قلت ليهم خلاص سمح ما بتكلم تاني وبديت اقشر واقطع ودموعي جااارية ، كنت منظر اضحوكة لكل القاعدين خالتو نفيسة جات مارة قالت ليهم كررر علي قعدتوها تشتغل الصغيرونة ؟ عاينت ليهم بطرف عيني ، بس قبل ما استمتع بالدلع فجائتني وقالت لي احسن ليك عشان تدرشي شوية وجسمك يقوى ، فقعدوا يضحكوا فيني ناس مهجة تاني وانا كملتا الدرش زي ماقالت ، مستاءة من ريحة البصل .. 

بالمساء كان لازم تصل شنطة العروس ، فكنا منتظرين العريس يصل ويوصل لينا الشيلة ، جا العريس ومعاهو الشباب وكان من ضمنهم محمد ، كانوا بغنوا وبقولوا ابشر ياعريس لحدي ماوصلوا برة الباب وبدوا يصفقوا ، كان معاهم اهل العريس فدخلوا النسوان لجوة واستقبلوهم اهل العروس وضيفوهم في الراكوبة مع الزغاريد والغنا والدلوكة ، انا كنت متشوقه اشوف محمد بعمل في شنو ، طلعت اتاوق لقيتهم قاعدين في رصة كراسي بلاستيك ابيض وبغنوا وقاعدين بمزاج ومحمد هو الكان بدندن ويشاغل في العريس بغنية اول مرة اسمعها ( دقت الدلوكة قلنا الدنيا مازالت بخير اهو ناس تعرس وتنبسط .. ) وهم برددوها وراهو لحدي ماوصل لمقطع ( رقصتا شان البت سعاد .. ) 

فقام هنا العريس وبدا يبشر وهم بدوا يصفقوا ، وانا كنت مستمتعه بالمنظر لحدي ماقطعوا لي اخو العروس وهو شايل العصير في الصينية وبقول لي يا اخت ادخلي جوة مكان النسوان .. 

هرشني و مرق يوزع العصير و كان هنا محمد سكت خلاص و بدوا يشربو عصيرهم وانا دخلتا مزاجي عااالي بعد الشفتو برة دة ، قعدتا مع النسوان و كانوا بتفرجوا في شيلة العروس زي مابقولوا انها عادة بعملوها ، العروس نفسها كانت مدسوسة في قطية عشان مافي زول يشوفها .. 

اسبوع العرس مستمر و العروسة مدسوسة مع صحباتها وبنات اهلها و برضو العريس مدسوس مع صحبه القريب ليهو و الضبائح والعزائم مستمرة ، و ليوم العرس كان في وليمة كبييييرة بقولوا ليهاا وليمة العقد ، خالتو قالت لي البسوا واجهزوا للعقد وعقبالكم يابنات ، فاتحضرنا كلنا ولبسنا و كان لازم البس فستاني الزهري عشان هو مبهج وبناسب الأعراس رغم بساطته ، لبست عقد خفيف من الدهب وطلعت صليبي في الشنطة وفكيت شعري بطريقة ناااعمة ، كنا كلنا في مكان النسوان لحدي ماجات المرة وبقت تكورك عقدوا عقدوا وانتشرت هنا الزغاريد والدموع وبدوا البنات يتحاضنوا ويبكوا وانا ماعارفة ليه الناس بيبكوا كدة ؟

هل السودانيين بحبوا البكا؟

بقيت اعاين ليهم لحدي ماحضنتني خالتو نفيسه بتقول لي عقبالك ، لمن قالت لي كدة وهي بتبكي اتمنيت لحظتها اعرس محمد .. 

محمد الكان وجيه وهو لابس الجلابية البيضاء ولافي العمة و حالق جديد ، كنت بعاين ليهو بالسر من ورا حضن خالتو نفيسة وهو في باب الشارع مواجهني لكن ماشايفني  ..

سلمنا على بعض وباركنا ، وبعدها بدا موضوع الأكل وكنت خلاص اتعودتا و وقعتا في حب عصيدة الفور البعملوها دي ، مع ملاحاتهم الغريبة فأول ما ختوا الصينية بديت اكل في الكسرة والعصيدة و كريستين بتضحك وتقول لي دي الجبناها اول يوم ما دايرة تاكل غير خضار ؟ 

قلت ليها دة قبل ما احب العصيدة لكن هسي تاني خضار شنو و شوربة شنو ، اكلتا لمن بطني اتملت ..

وبعدها قمنا وتاني بدوا يرقصوا ويغنوا ، لحدي ما جا موكب العريس زي ما بسموهو ، جات حنان تناديني بتقول لي موكب العريس وصل ارح قومن يابنات ، قمنا تلاتتنا مشينا نستقبل الموكب العظيم الكان زافي العريس مع اهله واصحابه ومحمد السمح الكان بغني معاهم ، بغنوا ويصفقوا و نحنا بجوة وقفنا كتااار نغني ونصفق ونزغد لمن وصلنا الموكب ، بعدها صحبات العروس و بنات اهلها وقفوا ليهم بالمرصاد قدام الباب و دي كانت من عادات العرس هناك انهم لازم يدفعوا قروش عشان يقدر عريسهم يدخل ، فدفعوا ليهم اهل العريس وبعدها الصحبات فتحوا السكة للعريس ، و ظهرت هنا العروس مع وزيراتها ، بدوا يزغردتوا اكتر و يغنوا ليها .. 

دخل الموكب كله و الدنيا ازدحمت جوة وانا كنت بفتش على محمد وقف وين ؟ .. لحدي مالميت فيهو مشيت وقفت وراهو بدون ما يشعر بي اني جيت وبقيت بعاين للرقيص والاغاني والاستعراض جوة الساحة ، لمن اتلفت علي قال لي سيلا انتي هنا ؟ ضحكتا ليهو وسكتا . سالني مبسوطة؟ قلت ليهو شدييد قال لي طيب هنا مابتشوفي ارجعي هناك للبنات ، قلت ليهو لا عايزة أقيف هنا ( بالنسبة لي الوقوف ورا محمد هو قمة الأمان و السلام في الدنيا ) فبقيت واقفة رغم انه ماكان حابي وقفتي ، لحدي ما حصل الما كنتا متوقعاهو ابداااا ..


No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog