السيلياك والاكتئاب والارق والصداع... أعراض عصبية لها علاقة بالسيلياك

 

السيلياك والاكتئاب

قد خلصت بعض الدراسات التي أُجريت على مرضى السيلياك إلى أنّ مرضى السيلياك قد يعانون من بعض مشاكل الاكتئاب والقلق حيث ربطت هذه الدراسات بين الإصابة بالاكتئاب والقلق لدى مريض السيلياك وبين تأثير تحسس الجسم من مادّة الغلوتين وتأثيره على الأمعاء وعلى عملية الامتصاص الأمر الذي يؤدي بدروه إلى حدوث نقص في العناصر الغذائيّة الهامّة للجسم والمهمّة للخلايا العصبيّة، ومن ضمن أهمّ هذه العناصر الغذائيّة التي تقلّ لدى مريض السيلياك بسبب سوء الامتصاص لديه هو "فيتامين باء". وقد وجدت هذه الدراسات أيضاً أنّ مرض السيلياك نفسه يؤثّر على الدّماغ مباشرة ويُسبب هذين العرضين: "الاكتئاب" و"القلق".

تتعدد الأعراض العصبية التي تنتج عن مرض السيلياك وعن تحسس الجسم من مادة الجلوتين وغالباً ما يتبع مرضى السيلياك حميّة غذائيّة خالية من الجلوتين وينتج عن هذا تحسّن في جودة حياتهم الصحيّة وبالتالي يتحسّن جهازهم العصبيّ. لكن هناك علاقة بين السيلياك "الداء البطني" وبين إصابة مريض السيلياك بالاكتئاب. 

السيلياك والاصابة بالترنح

فور دخول مادة الجلوتين لجسم مريض السيلياك يحدث اعتلال في الدّماغ نتيجة نشاط زائد في المناعة الذاتية، فحين تدخل مادة الجلوتين للجسم، على الفور تبدأ المناعة الذاتية لدى مريض السيلياك "الداء البطنيّ" بمهاجمة خلايا الجسم نفسه ويُعاني مريض "الداء الزلاقي" من أعراض مناعيّة سببها تحسس الجسم من الجلوتين. ومن ضمن هذه الاعتلالات أنّ هذا المريض يعاني من مشاكل بالجهاز الهضميّ وخاصة في الأمعاء الدقيقة، ويعاني من التهاب جلدي حيث تحدث مشاكل بالبشرة، ويعاني من مشاكل عصبية ومن ضمن أهمّ هذه المشاكل العصبية التي تحدث بسبب مرض السيلياك مرض يُسمى "ترنح بسبب الجلوتين" أو بالإنجليزية "gluten ataxia" وذلك نتيجة اعتلال الاعصاب في الدّماغ. ويحدث ذلك الترنّح بسبب مهاجمة المناعة الذاتية لخلايا جسم مريض السيلياك الموجودة في الدّماغ وخاصة في منطقة المخيخ "cerebellum" ذاك الجزء المسؤول عن تناسق حركة المريض. وعادة ما تكون هذه الإصابة غير قابلة للعلاج إذا حدثت واتُصفت بأنها مُزمنة لذا ينصح الأطباء باتبّاع حميّة غذائيّة خالية من الجلوتين لإبطاء تفاقم هذا الترنح الناتج عن تحسس الجسم من مادّة الجلوتين.

السيلياك وانفصام الشخصية والهوس الاكتئابي

رُصد مع مرض السيلياك حدوث انفصام الشخصية أو " الفصام الذهاني"، أو " شيزوفرينيا" و" الهوس الاكتئابي" أو" اضطراب ثنائي القطب". وقد خلصت بعض الدراسات في هذا الصدد إلى أنّ مرضى السيلياك قد يعانون من بعض المشاكل العقلية. حيث رصدت احدى الدراسات الاجسام المضادة الذاتية بالجسم التي يُطلقها الجسم فور دخول الجلوتين للجسم، رُصد ارتفاع نوع مُعيّن من هذه الاجسام المضادة في دمّ مرضى السيلياك وقت اصابتهم بنوبة جنون أو نوبة ذهان. وقد خلصت بعض الدراسات إلى أنّ منع الخبز لدى مرضى الشيزوفرينيا الذين لديهم حساسية من الغلوتين، يساعدهم ذلك على تقليل نوبات انفصام الشخصية بصورة كبيرة.

الإصابة بالأرق، والتوهان، واضطراب التركيز، والصداع النصفيّ أو الشقيقة

تتعدد الأعراض العصبية التي تنتج عن مرض السيلياك وعن تحسس الجسم من مادة الجلوتين، ومن ضمن هذه الأعراض العصبية إصابة مرضى السيلياك بالتّوهان حيث يشعر مريض السيلياك بالتوهان وقلة التركيز وقلة تحصيله الدراسيّ والعلميّ وقد يُصاب مريض السيلياك أيضًا بالاضطراب المتمثل في قصور الانتباه وفرط النشاط "ADHD" حيث وُجد أن الدارسين أو الأطفال من مرضى السيلياك يتحسّن نشاطهم الدراسيّ حين يتّبعون حمية صارمة خالية من الجلوتين وذلك عن أوقات تناولهم لبعض الجلوتين. ووُجد أيضاً أن مريض السيلياك "الداء البطني" قد يعاني من الإصابة بنوبات حادّة من الصداع وخاصّة الصداع النصفيّ "الشقيقة" 

اعتلال الأعصاب الطرفية والشعور بوخز وانعدام الإحساس

تعلو نسبة إصابة مرضى السيلياك "الداء الزلاقي" باعتلال أعصاب الأطراف الأمر الذي يؤدي بدوره إلى شعور مريض السيلياك بالوخز "شعور الدبابيس والإبر" في الأطراف وخاصة في الاقدام واليدين وذلك نتيجة اعتلال الاعصاب الطرفية والموجودة في اليدّ والقدمين. 

السيلياك والإصابة بداء الصرع

يحدث مرض الصرع نتيجة اعتلال الاعصاب المركزية واطلاقها شحنات كهربائية بغير حساب. وقد رصدت احدى الدراسات إصابة بعض مرضى السيلياك بتكلس بكلا ناحيتي المنطقة القفويّة من الدّماغ

السيلياك والإصابة بالدوخة والدوار "فيرتيجو"

قد يعاني مريض السيلياك من الإصابة بالدوخة أو الدوار بسبب حدوث مشاكل في منطقة الأذن الداخلية والتي تحوي نظاماً مسؤولاً عن تنظيم توازن الجسم . حيث وُجدت علاقة بين مرض السيلياك وبين ترنّح الجسم الناتج عن الإصابة بمرض "منييير" والذي يُعد نوعا من أنواع الدوار.