Search This Blog

البكتيريا الجيدة Good_Bacteria من أهم أصدقاء الصحة .. و هي من أبرز ضحايا الإجراءات الصحية ..


يصل تعداد الميكروبات بأنواعها في أمعاء الإنسان إلى مائة ألف مليار أي ما يعادل عشرة أضعاف تعداد خلايا جسم الإنسان , و تغلب عليها البكتيريا الصديقة أو الجيدة Good Bacteria التي تشكل عالما ً متوازنا ً و متقنا ً بشكل مذهل و في حالة عمل و نشاط دائم .. 

و البكتيريا الجيدة لديها جينات تتحكم بها و بوظائفها , و تساوي على الأقل50 إلى 60 ضعف تعداد جيناتنا الوراثية و هذا يدل على حجم وظائف البكتيريا الجيدة في أجسامنا , رغم أن الكثير من تلك الوظائف مازال مجهولا ً ..

و البكتيريا الجيدة في اتصال دائم مع الدماغ من خلال تأثير متبادل , لذلك يطلق العلماء على الأمعاء تسمية "  الدماغ الثاني  Second Brian " فالنسبة الأكبر من الناقلات العصبية  Neurotransmitters ( السيروتونين Serotonin و الدوبامين Dopamine و الأسيتيل كولين Acetylcholine و غاما أمينو بيوتيريك أسيد Gamma aminobutyric acid - GABA ) الأساسية لعمل الجهاز العصبي و الدماغ يتم تشكيلها في الأمعاء 

و كثيرا ً ما تقع البكتيريا الصديقة ضحية لممارسات و إجراءات صحية أو طبية ( و بعضها بالفعل صحية بينما بعضها الآخر الجانب المؤذي للصحة فيه أكبر من الجانب الصحي ) مثل إضافة الكلور إلى مياه الشرب , و إعطاء مضادات الحيوية Antibiotic دون أسباب كافية , و إعطاء مضادات الطفيليات و الديدان بصورة دورية للأطفال في المدارس , و مضادات الفطريات , و مضادات الحموضة , و مضادات الالتهاب الستيروئيدية ( الكورتيزونات ) و اللاستيروئيدية  NSAIDs , و إعطاء الفلور جهازيا ً للوقاية من نخر الأسنان , و استعمال المنظفات بكثرة على الأواني و الملابس و إجراءات النظافة الجسدية الجائرة .. كل هذه الممارسات هي ( نيران صديقة ) لكنها تقود إلى قتل أصدقائنا ( البكتيريا الجيدة الصديقة ) مما يتيح لأعدائنا بأن ينالوا منا إذ يسهل اصطيادنا من قبل العديد من الأمراض كما سنرى لاحقا ً 

و هناك أسباب أخرى لتضرر البكتيريا الجيدة : الشدة النفسية و التوتر النفسي و المشاعر السلبية و هذا عامل بالغ الخطورة فالتأثير متبادل بين الدماغ و الأمعاء .. و الجهاز الهضمي يهضم المشاعر مثلما يهضم الطعام .. و من الأسباب أيضا ً  الشدة التأكسدية  Oxidative Stress  التي لا تأتي من الشدة النفسية فحسب , بل أيضا ً من العادات الغذائية الخاطئة كقلة تناول الألياف و الإكثار من المعجنات و السكريات السريعة و بشكل خاص السكر الأبيض و المقالي و كثرة الدهون و التدخين و المشروبات الكحولية و الأغذية المصنعة و المواد الحافظة و المضافة في التصنيع الغذائي كالمنكهات و الملونات , و عوز الفيتامينات و المعادن و مضادات الأكسدة , و انتشار التلوث بكل أشكاله و أسبابه كالمبيدات و الأسمدة في الزراعة و الصناعات الثقيلة و البتروكيميائية و التلوث الإشعاعي و النفايات البلاستيكية و الطبية و التلوث بسبب الحروب و استخدام الأسلحة ( بما فيها التقليدية فضلا ً عن الكيميائية و غيرها .. ) و هذا النمط من التلوث ينتقل بالهواء عبر مسافات بعيدة إلى بلدان مجاورة ...

العواقب الصحية لنقص البكتيريا الجيدة في الأمعاء :

قد لا تظهر نتائج سلبية ملموسة بسرعة لتضرر البكتيريا الجيدة , ففي حال عدم استمرار الأسباب المذكورة تملك البكتيريا الجيدة فرصة للتكاثر و التجدد إذا ساعدناها من خلال طرق غذائية سنذكرها في مقالة قادمة .. لكن التعرض لفترة طويلة لتلك العوامل و باستمرار بالتزامن مع عدم تغذية و دعم البكتيريا الجيدة سيوصل إلى عواقب وخيمة لا يستهان بها ..

فالأشخاص الذين يتعرضون بسهولة للإصابة بالإنتانات الهضمية أو التنفسية أو إنتانات الجهاز البولي , تجد في التاريخ الطبي Medical History عند أغلبيتهم أنهم تعرضوا بشكل متكرر للعوامل المذكورة المؤذية للبكتيريا الجيدة .. و على رأسها العوامل التي تستمر و تتكرر مثل أخذ مضادات الحيوية Antibiotic لفترة طويلة و استعمال المنظفات بشكل جائر .. و الأمر ينطبق كذلك على مرضى الربو , و داء كرون Crohn's disease , و الكولون العصبي , و عسر الهضم و سوء الامتصاص , و تشكل بوليبات في الكولون , و الحساسيات الجلدية و الغذائية و #أمراض_المناعة_الذاتية #Autoimmune_Diseases بمختلف أنواعها التي تصل إلى 100 مرض و التهابات المفاصل و اضطرابات المزاج و الأمراض النفسية و فرط النشاط مع نقص الانتباه  Attention Deficit Hyperactivity Disorder - ADHD و التوحد Autism .. و القائمة تطول .. و الدراسات الإحصائية موجودة .. فنقص تعداد البكتيريا الجيدة عامل أساسي مشترك في كل الحالات المرضية المذكورة رغم لزوم وجود عوامل أخرى لكل حالة منها ..

كل ذلك لما للبكتيريا الجيدة من دور أساسي في بناء جهاز المناعة و ضبط و موازنة عمله و توجيه نشاطه تجاه العوامل الخارجية الممرضة بدلا ً من تشوش عمله و مهاجمته لنسج الجسم و افتعاله الالتهابات دون مبرر .. فضلا ً عن دور البكتيريا الجيدة في تحسين التمثيل الغذائي و الهضم و الامتصاص ..  

في مقالات قادمة نناقش بشكل أوسع أدوار البكتيريا الجيدة و آليتها و فوائدها و كيفية تنميتها

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog